قوبلت دعوة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الخاصة بإقرار حكم محلي ذي صلاحيات واسعة بمعارضة شديدة اللهجة من قبل قادة الحراك الذين شككوا في مصداقيتها واعتبروها وعودا معسولة للاستهلاك الخارجي.
وانتقد عضو هيئة الحراك بمحافظة أبين ناصر محسن الفضلي أطروحات ما سماه بنظام الجمهورية العربية اليمنية، واصفا إياه بأنه "عديم المصداقية في كل مبادراته السياسية".
وقال الفضلي في حديثه للجزيرة نت، إن اتفاقية الوحدة الموقعة بين الجنوب والشمال ضرب بها عرض الحائط، موضحا أن مبادرة الحكم المحلي الواسع الصلاحيات "ليست إلا كلاما معسولا للاستهلاك الخارجي فحسب".
أحمد بن دغر: اتخذنا خطوات ملموسة تجاه تنفيذ الحكم المحلي الواسع الصلاحيات (الجزيرة نت)
حكم كامل
واعتبر العضو المؤسس للحزب الاشتراكي فرع الجنوب (الأحرار) عبد الناصر الوالي الحكم المحلي الواسع الصلاحيات "خطوة غير كافية، ولا تفي بالغرض".
وقال الوالي للجزيرة نت "نحن بحاجة إلى حكم محلي كامل وتنازلات كبرى تعيد اللحمة الوطنية وتترجم بقرارات تاريخية".
وطالب الوالي بمناقشة دعوة الرئيس صالح بجدية ووضوح تام وإشراك الشعب اليمني بأكمله فيها، مؤكدا أن الشراكة الوطنية الحقيقية مغيبة تماما.
أما رئيس الهيئة التنفيذية لحركة نجاح ورئيس هيئة الحراك في لحج ناصر الخبجي، فقد شكك في جدوى الحكم المحلي الواسع الصلاحيات.
وقال الخبجي للجزيرة نت إن النظام الحاكم لم يعترف منذ البداية بوجود أزمة في المحافظات الجنوبية والشرقية وليس لديه استعداد لإيجاد حلول جذرية للمشكلات وهو ما ولد حالة من الكراهية لدى عامة أبناء الجنوب.
الوضع الراهن
وتتمتع المجالس المحلية البالغ عدد أعضائها 7600 في عموم مناطق البلاد بصلاحيات يرى بعض اليمنيين أنها ليست كافية في الوقت الراهن.
غير أن الأمين العام المساعد لشؤون الفكر والثقافة والإعلام والتوجيه والإرشاد في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، أكد أن اليمن الآن بصدد تنفيذ آلية الحكم المحلي الواسع الصلاحيات وسوف تعرض على البرلمان للمصادقة عليها ودخولها حيز التنفيذ.
وقال أحمد عبيد بن دغر للجزيرة نت "خلال العامين القادمين ستشهد اليمن خطوات ملموسة تجعل من الحكم المحلي الواسع الصلاحيات أمرا ممكنا ومتاحا".
وفي حين اعتبر بعض السياسيين دعوة الرئيس صالح حول صلاحيات الحكم المحلي بمثابة عرض خفي للفدرالية، نفى أحمد عبيد هذا الطرح واعتبره خلطا بين المفاهيم، موضحا أن اليمن بلد يشق طريقه في ظل ظروف صعبة وواقع اجتماعي خاص.