مصطفى يعتبر المبادرة جريئة ولا داعي للتظاهرات
المعارضة تطالب صالح بخطوات عملية وإقالة نجله وأقاربه
غمدان اليوسفي من صنعاء
GMT 18:00:00 2011 الأربعاء 2 فبراير 0Share
أثار خطاب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اليوم أمام البرلمان ومجلس الشورى العديد من ردود الفعل والتساؤلات حول مصير التظاهرات التي تنوي المعارضة تنفيذها غداً تحت شعار "لا للتمديد". حيث أشارت المعارضة إلى أنها ستمضي في التظاهرات بينما اعتبرت بعض الجهات أن خطاب الرئيس يعني أن التظاهرات لا داعي لها.
صنعاء: قال القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي المعارض زيد الشامي لـ"إيلاف" إن خطاب الرئيس علي عبد الله صالح أمام البرلمان والشورى اليوم فتح باب الأمل أمام اليمنيين، لكن الناس بحاجة إلى خطوات عملية.
وأضاف الشامي وهو نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب التجمع اليمني للإصلاح أكبر أحزاب المعارضة إن "الرئيس دائما يقول لا توريث ولا تمديد وكلاما من هذا القبيل، لكن نحن نريد خطوات عملية".
وتابع: "أن يقوم الرئيس بإقالة نجله أحمد من قيادة الحرس الجمهوري سيكون جوابا لأولئك الذين يقولون إن هناك خطوات للتوريث، أما إذا ظلت الأمور كما هي وأولاد الرئيس وأقاربه في أماكنهم والكفاءات والخبرات تظل بلا عمل، فمعنى هذا أنه نوع من كسب الوقت".
ورأى أن "تنفيذ وعود صالح يعتمد على مصداقية المنفذين، إذا كان سيعود الناس إلى الحوار بحيث يتم التطرق إلى مسألة الإصلاحات السياسية والإقتصادية، وإلغاء كل الإجراءات الإنفرادية فالأمور ستسير بشكل صحيح، أما إذا كان الأمر نوعا من تضييع الوقت بسبب الظروف الإقليمية حالياً، فالأزمة ستعود إلى سابق عهدها". وأشار إلى أن المعارضة "ليست هي من أوقف الحوار، وليست هي التي أتت بتعديلات دستورية إنفرادية، ولا من أنزل قانون الإنتخابات إلى البرلمان وشكلت لجنة عليا للإنتخابات".
وأكد ان "المشترك لم يبدأ خطواته الإحتجاجية، وما يحدث عبارة عن مهرجانات، فالتصعيد لم يبدأ بعد، وغدا سيقام المهرجان كما هو محدد له".
وقال الشامي إنه إذا "كان سيتم الإصرار على ما تم اتخاذه من قرارات في الأشهر الأخيرة، مع عدم إقالة اللجنة العليا للإنتخابات، فمعنى هذا أنه كسب للوقت وتضييعه لا أكثر، والمطلوب إلغاء جميع الخطوات من تشكيل لجنة الإنتخابات وإنزال قانون الانتخابات وغيرها من الخطوات اللاحقة. وتابع: "الثورة عادت إلى روح اليمنيين والجميع متساوون وكل واحد يجب أن يأخذ موقعه ومن الضروري أن يشعر الناس شمالا وجنوبا أنهم متساوون أمام القانون".
وأشار إلى أن اليمنيين "يستطيعون أن يضربوا مثلا للوطن العربي والعالم أن لديهم القدرة بأن يستبقوا الأحداث وأن يحلوا الإشكالات قبل أن تحدث حركات شعبية احتجاجية قوية".
وتحدث عن أن "الشارع متقدم حالياً على أحزاب المعارضة التي تتحدث عن إصلاحات، والشارع يطالب بالتغيير وصاحب المصلحة الحقيقية هو الذي يكون دون وظيفة أو عمل والذي لا يستطيع علاج ابنه أو لم يستطع حل مشكلته أو أن خدمات الدولة لم تصل إليهم. وأشار إلى أن "هؤلاء يجب أن يتم الاستماع إليهم، أما الحديث عن الفوضى فهي مصطنعة، فأصحاب المصالح الحقيقية هم أحرص على وطنهم وعلى بلادهم، والجميع يعلم ان كل مهرجانات ومسيرات واحتجاجات المشترك خلال العام الماضي لم يتم فيها كسر كأس واحد أو قطع غصن شجرة".
مصطفى: استنساخ تجارب الدول قد لا ينجح
من جانبه يقول نصر طه مصطفى رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" ورئيس التحرير إن "الرئيس كان موفقاً اليوم في مبادرته وهو الشيء الذي كان متوقعا، وبغض النظر عن ربط الموضوع بما جرى في تونس وفي مصر لأن الرئيس كان قد أعلن أنه لا توريث ولا تمديد قبل أن تحدث الأحداث في مصر".
وأضاف طه في حديث لـ"إيلاف" أنه "كان من الطبيعي أن تفضي مقتضيات الحوار بين المشترك والمؤتمر إلى تأجيل الإنتخابات وإلى تجميد التعديلات الدستورية". وأشار إلى أن الأمر "لم يكن مفاجئاً بالنسبة لي، لكن كانت خطوة متقدمة وجريئة ونتمنى أن يدرك الجميع أن اليمن لا يحتمل أي مواجهات أو مصادمات، وأن يعمل الجميع خلال الفترة الرئاسية المتبقية على إنجاز العديد من الإصلاحات وإجراء انتخابات نيابية مرضية للجميع وبتنافس نزيه، والإعداد لإصلاحات دستورية جيدة يتوافق عليها الجميع، إضافة إلى انتخابات رئاسية في موعدها المحدد، وانتقال سلمي للسلطة يرضي الجميع".
ورأى مصطفى أنه "لن يعود هناك أي معنى للتظاهرات، وعلى الناس أن يخاطبوا ضمائرهم. فهذا البلد لا يحتمل أي توتر أكثر مما هو حاصل، واستنساخ التجارب لدول أخرى قد لا ينجح بالضرورة في كل البلدان".
وقال هذا البلد بحاجة إلى حوار وكان الناس يحلون المشكلات بالحوار، صحيح ان حلول الإشكالات كانت تعتمد على التوافق في اللحظات الأخيرة، لكن ذلك خير من عدم التوافق.
وحول تسليم السلطة من قبل صالح قال إن ذلك متوقف على الحوار وعلى "المشترك أن يكون لديه موقف إيجابي الآن، وأنا أعتقد وأنا على شبه ثقة ان خطاب الرئيس جاء بناء على توافق مع المشترك عموما ومع الإصلاح خصوصا، ويبدو لي كما لو أنه جاء بناءً على مبادرة متفق عليها، ليبدأ الجميع خطوات جيدة وبناء ثقة جديدة".