صحيفة أمريكية شهيرة تدعو بوش لجمع أحذية أعدائه لسد عجز الموازنة
الجمعة, 19-ديسمبر-2008
-
صحيفة أمريكية شهيرة تدعو بوش لجمع أحذية أعدائه لسد عجز الموازنة
انتقلت حملات السخرية من الرئيس الأمريكي جورج بوش، بعد حادث إلقاء الحذاء عليه من الصحف والمنتديات العربية، إلى كبريات الصحف الأمريكية، وكان أبرزها دعوة قدمها كاتب شهير في صحيفة نيويورك تايمز للرئيس الأمريكي للقيام بجولة حول العالم لجمع الأحذية التي تنهال عليه، ومن ثم بيعها لتعويض خسائر الخزانة الأمريكية، معلقا بذلك على خبر كانت العربية.نت نشرته عرض فيه مواطن سعودي 10 ملايين ريال مقابل حذاء الصحفي العراقي.
وبينما رأت صحيفة بارزة أن "إلقاء الحذاء مؤثر أكثر من رمي آلاف القنابل، وأن الزيدي ليس إرهابيا"، قالت مجلة أمريكية: إن هذه الحادثة تذكّر "بالحجارة التي تؤدي لاندلاع انتفاضات شعبية". وتحدثت صحف أخرى عن أن حادثة الحذاء ألهمت مواطنين أمريكيين معارضين للسياسات الاقتصادية في بلادهم، حيث حاول أحدهم تقليد "منتظر الزيدي" أمام مدراء شركة بارزة، وذلك قبل أن تقبض عليه الأجهزة الأمنية.
الأحذية الطائرة تدعم الميزانية
وفي صحيفة "نيويورك تايمز"، جاء مقال ساخر بالدعوة لاستغلال الحادثة لتغطية بعض العجز في الميزانية الأمريكية . وكتب المقال أحد أبرز كتاب صحيفة "نيويورك تايمز" (نيكولاس كريستوف) في مقال ساخر جاء على موقعه الشخصي في الصحيفة، مستندا على الخبر الذي انفردت "العربية.نت" بنشره حول استعداد سعودي من عسير لشراء حذاء الزيدي بـ10 ملايين دولار، والذي أعده الزميل فراج إسماعيل.
وكتب نيكولاس ساخرا: "لا بد أن هذه الأحذية، بعد إلقائها، لم تعد بحوزة الصحفي العراقي، بعد أن التقطها عن الأرض أحد موظفي البيت الأبيض ليعقد صفقة مع المواطن السعودي الذي عرض شراء الحذاء"، داعيا لاستغلال الحادثة في تحصيل النقود والتغلب على الأزمة المالية.
واقترح قيام بوش برحلة رئاسية من ثلاثة أسابيع في العالم الإسلامي وأمريكا الجنوبية وأوربا الغربية، أمام جماهير تعارضه، مما يؤدي لجمع عدد كبير من الأحذية الطائرة لعرضها في مزاد، ويمكن بيع كل حذاء بـ 3 ملايين دولار، وهذا سوف يدعم الخزينة بمئات ملايين الدولارات.
آراء الأمريكيين
كما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" رسالة من أحد قرائها قال فيها: لو ألقى أمريكي حذاءه ضد أي زعيم عربي يزور أمريكا لكانت قامت مظاهرات في العالم العربي ضد الأمريكيين، في الوقت الذي يتظاهرون فيه الآن ضد بوش وتأييدا للصحفي الزيدي. وقال صاحب هذه الرسالة "لست من مناصري بوش لكني أرى أنه يجب التعامل معه باحترام باعتبار أنه لا يزال زعيمنا، وأتمنى أن ينضج العرب ويدركوا أن من شأن هذه الافعال ألا تترك نتائج طيبة على مجتمعاتهم".
وقال أمريكي أخر في رسالة للصحيفة " إذا كان جورج بوش ديمقراطيا عليه أن يطلب فورا إطلاق سراح الصحفي العراقي، فهو الذي جلب الحرب إلى العراق ولذلك أقل ما يمكن أن يفعله هو أن يحقق السلام لهذا الصحفي".
الحذاء أفضل من قنبلة
وجاءت مقدمة افتتاحية صحيفة "لوس أنجلوس تايمز": "إذا كنت تريد أن تلقي شيئا من الأفضل أن تلقي حذاء وليس قنبلة".
واعتمدت الافتتاحية على فكرة رئيسية "هي أن الناس حول العالم تفهموا لماذا ألقى هذا الصحفي حذاءه على جورج بوش، رغم عدم اتفاق الصحيفة مع الأسلوب؛ لأن سلاح الصحفي هو الكلمات".
وتستغرب الصحيفة عدم صراحة بوش عندما قال: إنه لا يعرف السبب الذي دفع هذا الصحفي للقيام بإلقاء حذائه، قائلة: إنه "ربما لم يترجم له طاقمه ما قاله الصحفي أثناء رمي الأحذية عن الأيتام والأرامل في بلاده، وأن الحذاء هدية له من الشعب العراقي".
وقالت الصحيفة: إن "نزول العرب للشوارع للتظاهر وتأييد الزيدي يمكن فهمه، فهم أمة أقل ثراء وقوة من الولايات المتحدة، في الوقت الذي بدت فيه الولايات المتحدة –في عهد بوش- جشعة للغاية".
وتقول الصحيفة: "كان يمكن للزيدي أن يفجر نفسه بحزام ناسف ضد القوات الأمريكية، أو يرمي قنبلة على موكب أمريكي في المنطقة الخضراء، لكنه لم يفعل، وإنما قام بحركة رمزية ليس مضرة جسديا، بل بالعكس ضررها ينعكس عليه؛ لأنه كان سعيد الحظ، كون الأمن السري لم يقتله ساعتها.. إنها حركة رمزية ومؤثرة أكثر من رمي آلاف القنابل".
التايم: الحجرة تؤدي لانتفاضة
من ناحيتها كتبت مجلة "تايم" الأمريكية : "حاذر من الناس الذين يلقون عليك أشياء في الشرق الأوسط، حتى الأحذية".
وأشارت المجلة العريقة إلى أن "الحجارة التي أدت لاندلاع انتفاضة في فلسطين، كما أن إلقاء الحجارة في النبطية بلبنان أدى للحرب عام 1983، ولذلك فإن هذا الحذاء قد يؤدي إلى نشوء نبطية أخرى في العراق.. أي إلى حرب جديدة هناك".
واستعرضت المجلة جملة مع عوامل إحباط الصحفي الزيدي -التي دفعته لرمي حذائه- وهي الوجود الأمريكي وضياع المليارات من الدولارات وفساد حكومة بلاده التي تخضع لواشنطن وطهران معا.
تبقى الإشارة إلى أن بعض الصحف الأمريكية أشار إلى حادثة إلقاء الحذاء أصبحت محل إلهام عند بعض الأمريكيين، حيث اعترض أحد الأمريكيين على ميزانية أقرتها إحدى الشركات لعام 2009، وتضمنت رفع أجور الباصات، فاعترض ساخرا من هذه الميزانية قائلا: إن مكانها الحاوية، وسارع إلى حذائه لخلعه، ولكن الأمن قبض عليه قبل ذلك، ولاحقا أطلق سراحه.
العربية نت