اليمن: ثلث وزراء الحكومة يستقيلون من مناصبهم لخوض الانتخابات البرلمانية التي دشنت حملاتها وسط أجواء ساخنة
خالد الحمادي:
2010-12-28
صنعاء ـ 'القدس العربي استقال نحو ثلث أعضاء الحكومة اليمنية من حقائبهم الوزارية أمس، استعدادا للترشح للانتخابات البرلمانية، المقررة في نيسان (ابريل) القادم، التي دشنت رسميا الأحد وسط أجواء سياسية متوترة، في حين أعلنت عضو فاعلة من حزب المؤتمر الحاكم اعتزامها الترشح ضد رئيس فرع حزبها في محافظة تعز.
وأعلنت مصادر رسمية ان 9 وزراء من العيار الثقيل، بينهم نائبان لرئيس الحكومة اليمنية قدموا استقالاتهم بشكل جماعي من أجل تسوية وضعهم القانوني للحصول على الحق في الترشح للانتخابات النيابية المقبلة.'
وذكر موقع (26 سبتمبر. نت) التابع للجيش اليمني والمقرب من الرئاسة اليمنية ان الوزراء التسعة غابوا عن الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء امس الثلاثاء، إثر تقديم استقالاتهم لرئيس الحكومة الدكتور علي محمد مجور.'
وأوضح ان الوزراء الذين قدموا استقالاتهم هم نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الدكتور رشاد العليمي ونائب رئيس الوزراء للشؤون المحلية صادق أمين أبو راس، وكذا وزير الدولة أمين العاصمة عبدالرحمن الاكوع، وزير الخدمة المدنية والتأمينات الدكتور يحيى الشعيبي، وزير الشباب والرياضة حمود عباد، وزير الزراعة والري الدكتور منصور الحوشبي، وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى أحمد الكحلاني، وزير السياحة نبيل الفقيه، والمهندس ووزير الكهرباء عوض السقطري.
وأوضح مصدر قانوني أن قانون الانتخابات اليمني يشترط لمن يريد الترشيح لعضوية مجلس النواب (البرلمان) أن لا يكون شاغلاً لوظيفة عليا في الدولة، وأن يكون قد مضى على تركه للعمل مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر.
وذكر أن الفقرتين (هـ، و) من المادة رقم 60 من قانون الانتخابات تنص على انه 'لا يجوز لرئيس الوزراء ونوابه والوزراء ونوابهم ووكلاء الوزارات ورؤساء المصالح الحكومية والمؤسسات العامة أن يرشحوا أنفسهم لعضوية مجلس النواب إلا إذا مضى على تركهم للعمل مدة ثلاثة أشهر على الأقل من تاريخ فتح باب الترشيح'. '
في غضون ذلك كشفت عضو المؤتمر الشعبي العام الحاكم لطيفة عقلان العجيل، الناشطة في الحزب الحاكم منذ نحو 20 عاما، اعتزامها الترشح في الدائرة 70 ضد رئيس فرع حزبها في محافظة تعز الشيخ جابر عبد الله غالب.
وقالت لـ'القدس العربي' في أول تصريح لها إنها تسعى للترشح للانتخابات النيابية لأنها 'فرصة للمرأة لأخذ دورها في المجتمع سياسيا، كما لا بد أن تحدث تغييرا وتثبت وجودها في المجتمع بشكل فاعل، وهو هدف سام لحزب المؤتمر الذي يدعو لدعم المرأة'.
وعن أسباب ترشحها في هذه الدائرة بالذات التي هي دائرة رئيس فرع حزب المؤتمر بمحافظة تعز، قالت 'ارغب في الترشح بهذه الدائرة لأنها دائرتي التي أنتمي إليها ولذا أريد الترشح بين أهلي وجماهيري'.
مؤكدة أن ترشيحها في هذا الدائرة جاء نزولا عند رغبة أبناء هذه الدائرة الذين يطمحون إلى التغيير ويتطلعون إلى ما هو جديد، وقالت 'أبناء الدائرة يطالبون بالتغيير ويبحثون عن الجديد للدائرة لأنهم يبحثون عن دماء جديدة فاعلة للدائرة، لأنهم ملّوا بقاء النائب الحالي في الدائرة لدورتين متتاليتين'.
ونفت اتهام رئيس فرع حزبها بـ(القصور) في دائرته الانتخابية ولكنها ذكرت أن ترشيحها جاء 'حبا في تفعيل حضور حزب المؤتمر في هذه الدائرة الهامة وكذا تنشيط أداء الحزب في منطقة بني حماد التي تنتمي إليها وتعد المكون الأكبر لهذه الدائرة المحرومة من ابسط الخدمات الأساسية، بينما كافة المناطق المجاورة لها تزخر بكافة الخدمات'.
وقالت 'أتمنى أن أنزل مرشحة باسم حزبي، لأني أعتقد أن النائب الحالي يفترض ألا يستمر عضوا في البرلمان ورئيسا لفرع الحزب بتعز، وأنه قد حان الوقت لأن يتفرغ لأعمال الحزب في هذه المحافظة الهامة حزبيا والأكثر كثافة سكانيا'.
وأشارت إلى أنه في حالة اتخاذ حزب المؤتمر قرارا بترشيح الشيخ جابر في هذه الدائرة سوف تترشح مستقلة وستنافسه بقوة ولكنها 'منافسة شريفة'. وأعربت عن ثقتها الكبيرة في الفوز بهذه الانتخابات ضد منافسيها وتمنت أن توفق في حيازة ثقة الناخبين في هذه الدائرة، التي تتطلع إلى أن يكون مرشحها من أبناء بني حماد وليس من المناطق الهامشية المجاورة لها.
وأكدت لـ'القدس العربي' أنها قامت خلال الفترة الماضية بالنزول الميداني إلى كل المناطق التي تتكون منها هذه الدائرة الانتخابية، وذكرت أنها وجدت تجاوبا كبيرا من أعيان ووجهاء الدائرة من القيادات المحلية لحزب المؤتمر ومن الآخرين، وهو ما شجعها أكثر على المضي قدما نحو الإصرار على الترشح للانتخابات البرلمانية.
مشيرة إلى أنها كذلك وجدت تجاوبا من الكثير من الشخصيات الكبيرة من أبناء الدائرة الذين يقيمون في المدن اليمنية العديدة، وقالت إنهم أعربوا عن استعدادهم لدعمها ماديا ومعنويا في حال تخلى الحزب عنها.