قمة سرت تعتمد خطة موحدة للتحرك العربي من أجل إنقاذ القدس (البيان الختامي)
[28/مارس/2010]
سرت ـ سبأنت: متابعة /احمد الحمزي
اعتمد القادة العرب في اختتام أعمال قمتهم الثانية والعشرون اليوم في مدينة سرت الليبية برئاسة رئيس القمة العربية الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي خطة عربية موحدة للتحرك العربي من أجل إنقاذ القدس وفق ثلاثة محاور سياسية وقانونية ومالية.
وأكد القادة في بيانهم الختامي "إعلان سرت" دعم القدس بمبلغ نصف مليار دولار أميركي لمواجهة خطط الاستيطان الإسرائيلي في المدينة المقدسة والتوجه إلى محكمة العدل الدولية لمواجهة الجرائم الإسرائيلية في المدينة.
ويتضمن القرار وضع خطة تحرك عربي لإنقاذ القدس وطلب الدول والمنظمات الدولية كافة عدم الاعتراف أو التعامل مع أي من المشاريع والإجراءات غير الشرعية التي تستهدف الأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين وتتنكر للحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني.
وبعد أن تصدر ملف القدس أبرز القضايا المطروحة أمام القادة العرب في قمتهم ال22 اعتمدت القمة مشاريع قرارات تتعلق بعملية السلام والصراع العربي الإسرائيلي بما في ذلك مبادرة السلام العربية والجولان العربي السوري المحتل والتضامن مع لبنان وتطورات الوضع في العراق واحتلال إيران للجزر الإماراتية (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى).
وشملت القرارات أيضا الحصار المفروض على سوريا والسودان من قبل الولايات المتحدة ودعم السلام والتنمية في السودان ودعم الصومال وجزر القمر وتطورات الموقف العربي الموحد لاتخاذ خطوات عملية لإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية ومكافحة الإرهاب.
وفي الشأن الاقتصادي أكد القادة العرب في إعلان سرت ضرورة استكمال تنفيذ قرارات القمة الاقتصادية العربية التي عقدت في الكويت في العام الماضي.
وحول مخطط الربط البري والربط الكهربائي العربي أكدوا ضرورة التنسيق بين الدول العربية في هذه المجالات.
وبشأن القضية الفلسطينية والصراع العربي - الإسرائيلي أكد البيان أن السلام العادل والشامل هو الخيار الاستراتيجي وان عملية السلام عملية شاملة لا يمكن تجزئتها.
وأضاف البيان أن السلام العادل والشامل في المنطقة لا يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو 1967م والأراضي التي ما زالت محتلة في الجنوب اللبناني والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين استنادا إلى مبادرة السلام العربية ووفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
ووجه القادة تحية إجلال وإكبار للشعب الفلسطيني في نضاله للتصدي للعدوان الإسرائيلي المستمر عليه وعلى أرضه ومقدساته وتراثه ودعم صموده حتى تتحقق إقامة الدولة الفلسطينية المحتلة.
ودان القادة بشدة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة والمتصاعدة على الشعب الفلسطيني واستمرار إسرائيل في نشاطاتها الاستيطانية بالرغم من الإدانات الدولية لهذه الممارسات غير الشرعية و لهذه الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني ولمواثيق حقوق الإنسان.
وأعرب القادة عن دعمهم الكامل لمدينة القدس وأهلها الصامدين والمرابطين على أرضهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل وعلى مقدساتهم خاصة على المسجد الأقصى المبارك.
وأعلن القادة عن خطة عمل تتضمن إجراءات سياسية وقانونية للتصدي لمحاولات تهويد القدس والاعتداءات المتوالية على مقدساتها.
وأكد القادة على أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وان الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلية فيها باطلة ومنعدمة قانونا وحكما ولا يترتب عليه إحداث اي تغيير على وضع المدينة القانوني كمدينة محتلة ولا على وضعها السياسي باعتبارها عاصمة لدولة فلسطين.
ودعا القادة إلى عقد مؤتمر دولي تحت رعاية جامعة الدول العربية وبمشاركة جميع الدول العربية والمؤسسات والنقابات وهيئات المجتمع المدني خلال هذا العام للدفاع عن القدس وحمايتها على كافة الأصعدة.
وأكد القادة العرب دعمهم للجهود العربية الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية ودعوة مصر إلى الاستمرار في جهودها لتأمين التوصل إلى اتفاق للمصالحة يوقع عليه من كل الأطراف الفلسطينية.
وطالب القادة برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة بشكل فوري ودعوة المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الأمن لاتخاذ موقف واضح من هذا الحصار الظالم واللاإنساني.
وجدد القادة تأكيدهم على أن السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما في ذلك الجولان العربي السوري المحتل ومن المناطق المحتلة في جنوب لبنان.
ودان القادة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الدول العربية والتأكيد أن العدوان الإسرائيلي على الموقع العسكري الذي كان قيد الإنشاء في دير الزور يمثل انتهاكا لسيادة سوريا.
ودعا القادة المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الاعتداءات واتخاذ إجراءات حازمة لمنع تكرارها.
من جهة أخرى رحب القادة العرب بإجراء الانتخابات العراقية وبما أظهره العراقيون من تمسك بالعملية السياسية الديمقراطية وبمسيرة تعزيز الاستقرار الأمني والسياسي وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.
ودعوا القيادات العراقية بمختلف انتماءاتها الطائفية والعرقية والحزبية إلى تغليب المصلحة الوطنية ووضعها فوق كل اعتبار والإسراع إلى تشكيل حكومة عراقية وطنية تحفظ وحدة العراق شعبا وأرضا فور مصادقة المحكمة الدستورية على النتائج النهائية للانتخابات.
من ناحية أخرى دعا القادة مجددا إيران إلى الانسحاب من الجزر الإماراتية الثلاث وإعادتها إلى السيادة الإماراتية.
وثمن القادة موقف الإمارات الداعي إلى إتباع الإجراءات والوسائل السلمية لاستعادتها.
وطلبوا من الزعيم الليبي العقيد معمر القذافى بذل مساعيه لدى إيران ودولة الإمارات من اجل القبول بإحالة القضية لمحكمة العدل الدولية.
وأكد القادة العرب تضامنهم مع ليبيا إزاء الإجراءات التي اتخذت ضد رعاياها من قبل سويسرا ودول الاتحاد الأوربي. مشيرين إلى المخاطر الناجمة عن تطبيق مثل هذه الإجراءات والتي تهدد بلجوء الدول العربية إلى المعاملة بالمثل مع هذه الدول.
من جهة أخرى أكد القادة العرب على أحقية الدول العربية في الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي لما تمثله هذه المجموعة من ثقل ووزن على ساحة العمل الإقليمي والدولي.
ودان القادة العرب الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره إذ إن الجرائم التي ترتكبها المجموعات الإرهابية تعد انتهاكا جسيما للحقوق الأساسية للإنسان وتهديدا مستمرا للسلامة الوطنية للدول ولأمنها واستقرارها.
ودعا القادة إلى عقد مؤتمر دولي تحت اشرف الأمم المتحدة لوضع تعريف للإرهاب وعدم الربط بين الإسلام والإرهاب والتمييز بين الإرهاب وحق الشعوب في مقاومة الاحتلال.
وأكدوا مجددا على أهمية تمكين المرأة والارتقاء بأوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والقانونية وعلى توفير العمل للنساء.
كما أكد القادة العرب التمسك بالتضامن العربي ممارسة ونهجا والسعي لإنهاء أية خلافات عربية وتكريس لغة الحوار بين الدول العربية نهجا لإزالة أسباب الخلاف والفرقة ولمواجهة التدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية.
ودعوا إلى تنمية الاستخدامات السلمية للطاقة النووية بالدول الأعضاء بجامعة الدول العربية وتنمية استخدامات الطاقة المتجددة والبديلة.
كما دعا القادة العرب إلى تمكين الشباب العربي من المشاركة الفعالة في المجتمع من خلال المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية.
ورحبوا باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لمبادرة رئيس الجمهورية التونسية زين العابدين بن على بإعلان عام 2010 عاما دوليا للشباب.
وهذا وقد أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي في كلمة مقتضبة في الجلسة الختامية، إنه تم الاتفاق بين القادة العرب على عقد قمة عربية استثنائية في سبتمبر القادم.
وأضاف موسى انه تم الاتفاق على إنشاء لجنة عليا لحل ومناقشة الخلافات العربية تحت رئاسة رئيس القمة العربية.
وتابع أن كل المناقشات بين القادة العرب تمت في جلسات مغلقة، وتنازل الرؤساء عن إلقاء كلماتهم واكتفوا بالمناقشات المغلقة.