الخطوة الأولى: لتكن لك رؤية :
مثال : نفرض أنك تسير في طريق ما (مسافر مثلاً) وقيل لك! أين أنت ذاهب؟ ما هي وجهتك؟ ثم أجبتنا بأنك (لا وجهة لديك حقيقية! أو لنقل: أنك لا تدري أين أنت متجه!! فأنت تسير كما يسر الناس! حتى تجد المكان الذي تستقر فيه!! ثم نقول لك : إذاً ما هو ذلك المكان الذي - ربما – سوف تستقر فيه!! فتجيبنا – أيضاً لا أعلم!!
في الواقع هذا حال كثير من الناس!! معظمهم لا يعلم أين يسير في هذه الحياة! وماذا يريد!! أو عن ماذا يبحث؟ فهو مستسلم للظروف تارة, وللنزوات النفسية تارة أخرى!! ومتى ما وجد الشيء المناسب له سلكه! فهو مؤمن - شاء ذلك أم أبى – بمبدأ الفرص والحظ!! ويقول الدنيا حظوظ وفرص!! كما قلنا – هذا حال كثير عامة الناس!! أما عن أولائك المميزون, المنجزون في الحياة! فالأمر مختلف كليةً.! فهم في الغالب يعلمون – بالضبط – ما يريدون! وأين هم متجهون إليه!! أي لديهم رؤية واضحة في حياتهم..!!
نرجع للسؤال الرئيس في موضوعنا : (كيف أحقق أهدافي في الحياة؟ )
أولاً : لتكن لك رؤية واضحة عن ماذا تريد حقيقة في حياتك, حدد بالضبط الشيء الذي تريد أن تكون عليه خلال 5, 10, 20, 30 سنة! في جميع جوانب حياتك الرئيسة؛ في الواقع هناك خمسة جوانب رئيسة في حياة الإنسان.! (الجانب الإيماني – الجانب العائلي والاجتماعي – الجانب الصحي – الجانب الشخصي والوظيفي – الجانب المادي) وبعض المتميزين يضيف الجانب التطوعي, كجانب أساسي في حياته..
كل إنسان لديه أهداف في هذه الجوانب الرئيسة, يقال عنه إنسان متوازن... حدد لكل جانب أمنية (بعيدة المدى) تتمنى أن تحققها في حياتك!! مثلاً في الجانب الإيماني (من أمنياتي... حفظ كتاب الله كاملاً, حج (5) مرات, العمرة (20) مرة....صدقة جارية (وتحدد الرقم).....الخ في الجانب العائلي, من أمنياتي ( أسرة متحابة, متحدة, متماسكة, ملتزمة شرعياً يحترم أفرادها بعضهم بعضا....الخ)
نحن هنا نتحدث عن أقصى الأمنيات!! عن أهداف ربما تتحقق خلال سنوات عديدة.... لا بأس هذا المطلوب أن يكون في هذه المرحلة.. مشكلة كثير من الناس, أنه يضع أهداف بسيطة وقصيرة المدى...لا تتعدى بضعة أيام!! مما يجعلها في غالب الأمر مهام مطلوبة القيام بها!! لا أهداف أو إنجازات حقيقية ـ مثلاً يقول أحدهم : هدفي أن أسدد فاتورة الجوال أو الهاتف ....وآخر يقول هدفي أن أسدد جميع ديوني.. وهكذا... (عموماً سوف نستعرض صفات الهدف الحقيقي وكيف يتم تحقيقه لاحقاً).
سؤال : كيف أحدد أقصى أمنياتي في الحياة!! أي المهم منها فعلاً....؟؟
لو قيل لك مثلاً أن ...( على أن هذا الافتراض مزعج لبعض الناس إلا أن الأمر يستحق) لو قيل لك - ما بقي من حياتك إلا فقط ستة أشهر!! ماذا أنت صانع فيها!! حقيقة الموضوع يتطلب استحضار الموقف وتخيله حقيقة والنتائج سوف تكون بلا أدنك شك مبهرة!! هذه الطريقة – بصراحة – فعالة في استحضار أقصى الأمنيات!
الخطوة الثانية: تبنى قيماً حقيقة في الحياة :
كل إنسان منجز ناجح في حياته لديه قيم يعيش بها ويحيا من أجلها!! كما يقال (ذلك إنسان صاحب مبادئ أو لديه قيم!!) عبارة كثير ما نسمعها!! والسؤال ـ ما علاقة القيم بالنجاح!!
أسئل نفسك عن ما هو أهم شيء في حياتك!! أجلس جلسة صفاء وبدون مشوشات وقل لنفسك وبهدوء ( ما هو أهم شيء في حياتي! )
الأسرة, الوظيفة, الدراسة, الصحة, العبادة, الإنجاز, الحب, السلام الداخلي, العطاء....الخ ثم بعد ذلك تسأل نفسك... ماذا تعني لك هذه الأمور المهمة في حياتك..!! الأسرة ما تنعي لك؟ الصحة, الأسرة,العلاقات, الصدق, العلم الشرعي...الخ. هنا تكون قد كونت لك مجموعة من القيم الحقيقية والتي هي في واقعها تمثل ـ بعد مشيئة الله تعالى ـ سبب سعيك لتحقيق أهدافك في الحياة وعيشك فيها... كما أنه لا بد أن تكون كل أهدافنا منطلقة من تلك القيم أي متصلة بها... فمن قيمه (الأسرة) أو (العلم الشرعي)... نجد أن أهدافه منصبة على تأصيل هذه القيمة وتأكيدها في حياته...أي في دائرة اهتمامه! فنلحظ أن لديه مثلاً - هدف ( طلعة مع الزوج - زيارة عائلية – جلسة مع أحد الأبناء) وهكذا..!! إذاً القاعدة لكل هدف حقيقي قاعدة (قيمة) ينطلق منها... و (رؤية) واضحة يسير عليها.
أخيراً... إن الإنسان الذي لا يخطط لحياته هو واحد من ثلاثة: إما إنه لا يعرف ماذا يريد، أو أنه يعرف ماذا يريد ولكن لا يعرف الوسيلة التي تحقق له ما يريد، أو انه يعرف ماذا يريد ويعرف الوسيلة، لكنه يفتقر إلى الثقة في انه يستطيع أن يحقق ما يريد! ؛ فإن افتقار الإنسان لثقته في نفسه، وفى إمكانياته، يجعله يسير في الحياة بلا هدف وبلا معنى.! يقول " جورج برنارد شو: هناك أناس يصنعون الأحداث، وهناك أناس يتأثرون بما يحدث، وهناك أناس لا يدرون ماذا يحدث.. !! إن ما يفرق بين الإنسان الناجح والفاشل ليس الإمكانيات، ولكن القدرة على استخدام هذه الإمكانيات، والقدرة على الاستعداد لتلقى الفرص. يقول أحد حكماء الصين " كونفوشيوس " : الناس بالفطرة متشابهون، وفى التطبيق مختلفون..