تترقب الساحة السياسية اليمنية صدور قرار جمهوري بتشكيل لجنة تحضيرية للحوار الوطني تضم فعاليات سياسية واجتماعية واسعة للبدء في حوار جدي لاحتواء التداعيات السلبية التي حذر منها الرئيس علي صالح في وقت سابق من الشهر الماضي، فيما أكد سلطان عمان السلطان قابوس بن سعيد دعمه للوحدة اليمنية في رسالة بعثها إلى صالح، في حين دعا قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم صالح إلى الاستقالة من رئاسة الحزب.
وعلمت “الخليج” من مصادر أن صالح سيصدر قريباً قراراً جمهورياً بتشكيل اللجنة التحضيرية للحوار الوطني التي من المقرر أن تضم مؤسسات دستورية، مثل مجلسي الشورى والنواب، بالإضافة إلى أحزاب اللقاء المشترك المعارض الذي يتكون من ستة أحزاب أهمها الحزب الاشتراكي والتجمع اليمني للإصلاح والتنظيم الوحدوي الناصري والمجلس الوطني للمعارضة.
وتشمل اللجنة رؤساء الكتل البرلمانية وعلماء دين وأعضاء مجلس شورى وشخصيات سياسية وقبلية، ولم توجه الدعوة لأي قيادات متواجدة في الخارج، إلا أن مصادر سياسية قالت إن مثل هذه المسألة ستحسمها اللجنة التحضيرية التي ستقر جدول أعمالها قبل انطلاق الحوار.
ومن المقرر أن تسند إلى اللجنة التحضيرية مهمة الإعداد لإجراء حوار وطني واسع حول الوضع الراهن وسبل معالجته بهدف الخروج من الأزمة، بخاصة مع تزايد الدعوات للانفصال والتحديات التي تواجه دولة الوحدة في الجنوب وتمرد الحوثيين في الشمال.
وكانت مصادر سياسية أشارت في وقت سابق إلى أن صالح سيرأس لجنة الحوار، إلا أن بعض المستشارين اقترحوا عليه أن يبقى راعياً للحوار، ومرجعاً عند وقوع أي عراقيل.
وتسلم صالح رسالة من السلطان قابوس بن سعيد أكدت تأييد السلطنة للوحدة وأمن واستقرار اليمن. ونقلت إذاعة صنعاء عن مصادر رسمية قولها إن الرسالة التي نقلها المبعوث الخاص لسلطان عمان الشيخ محمد المعمري، تضمّنت “التهنئة بالعيد الوطني ال19 للجمهورية”.
وأكد قابوس في الرسالة موقف عُمان الثابت في الوقوف إلى جانب اليمن ووحدته وأمنه واستقراره، منوّها بالعلاقات “الأخوية المتينة التي تربط البلدين”.
في سياق متصل، طالب عبدالسلام العنسي القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن الرئيس علي صالح بالتخلي عن رئاسة الحزب، فيما دعا معارض برلماني السلطات إلى إعطاء مزيد من الحريات وإطلاق سراح معتقلين منذ شهر على خلفية الاحتجاجات في الجنوب.