طالب بتشكيل لجنة الانتخابات وإقامة حكم محلي..
بافضل يحذر من الدعوات الانفصالية والخلط بين الوحدة والسلطة
04/05/2009 الصحوة نت - حاوره/ عبد الله مصلح
مقدمة المحرر
من آخر المستجدات على الساحة الجنوبية ، وحيثيات الأحداث الأمنية المتفاقمة في بعض المحافظات الجنوبية ، وموقف الإصلاح وأحزاب المعارضة من الهيئات الشعبية للدفاع عن الوحدة ، وكيف استحالت حضرموت من محافظة مسالمة " مصفقة " إلى محافظة ثائرة على الأوضاع وناقمة على النظام ؟ وعن ماهية المتنفذين الذين يستولون على كافة ممتلكات الجنوب ، وقضايا أخرى .. يتحدث الدكتور / عبدالرحمن بافضل ـ رئيس كتلة حزب الإصلاح البرلمانية ـ في حواره مع " الناس " بلغة منفعلة كالعادة لكنها تتسم بالاتزان والقدرة على توزيع الغضب في أكثر من اتجاه ..
نص الحوار
- بداية.. ما قراءتك للأحداث الواقعة مؤخراً في بعض المحافظات الجنوبية؟
* في البداية نحن كحزب إصلاح ولقاء مشترك أعلنا موقفنا بأننا مع النضال السلمي لنيل كافة الحقوق والحريات ، ونحن لا نقر العنف ، ولسنا معه ولا نقبله من كل الأطراف لأن العنف لا يتماشى مع الديمقراطية في شيء ، وينبغي على المؤسسة العسكرية أن تكون أكثر عقلانية من الجميع ، لأن المطلوب منها حفظ الأمن للناس كلهم ، ومع أني أحمل المسئولية الطرفين لكن على الدولة المسئولية الأولى ، لأن العنف لا يفيدها وقد يفقدها السيطرة على الأمور ، ولا أرى حلاً الآن غير احتواء الموقف ووقف إطلاق النار الفوري ، ونزول لجنة ميدانية برلمانية للاطلاع .
- كيف تحولت حضرموت من محافظة مسالمة إلى محافظة ثائرة على الأوضاع ؟
* هذا بسبب تراكمات الأخطاء للسلطة المركزية والسلطة المحلية ، والنظام لم يختر أفضل ما لديه لأن يكونوا ممثلين عنه في المحافظات ، وأنا قلت هذا للرئيس بأن يرسل أفضل ما عنده فهناك كوادر ممتازة حتى داخل المؤتمر الشعبي العام ، فلماذا الناس كانوا راضين على عبدالقادر هلال ، وصالح عباد الخولاني الذي إذا ذكر اسمه اليوم لدى أبناء حضرموت فإنهم يطأطئون رؤوسهم احتراماً له ، وكذلك عصام السماوي الذي كان القاضي الوحيد الذي لم يأخذ رشوة في حضرموت ، واليوم يأتون لنا بقضاة فاسدين وعندما يشتكي الناس منهم فإن الحكومة تكتفي بنقلهم من القطن إلى تريم إلى لحج وهكذا يتداولون ، يا أخي مرة أنزلوا لنا مدير أراضي من هنا الى حضرموت وأول ما وصل هناك قال للناس : أنا اشتريت الوظيفة من الوزير وسآخذ حقي بيدي ويقولها بصوت عال ، وكان يأخذ الأتاوات من الناس على الأراضي ، وهذا كان أيام الوزير علي حميد شرف وزير الإسكان السابق وأنا كلمته بذلك في مجلس الوزراء ، فلماذا دائماً هذا التمييز والانتقاء في اختيار المسئولين الذين أكثرهم لا يصلحون .
- نفهم من كلامك أن الإشكالية فقط تكمن في اختيار المسئولين من الشمال وإرسالهم إلى المحافظات الجنوبية؟
* أنا أحذر الرئيس من البطانة التي حوله والتي تصور له أن الأمور كلها تمام وهي ليست تمام . وكلها خطأ ، فعليه أن يخرج من بطانته ويلتقي بالناس ، ويوسع صلاحيات المجالس المحلية ، ويستعجل في إقامة الحكم المحلي الواسع الصلاحيات الذي تحدث عنه.
- ألا ترى في حديث السلطة عن الحكم المحلي في هذا التوقيت بأنها تدفع على استحياء باتجاه الفيدرالية كحل أخير؟
* لن نحتاج إلى الفيدرالية وسيظل اليمن موحداً إن شاء الله ، فثوابت الأمة اليمنية لا مساومة عليها ، والجنوبيون من أوائل الناس مع الوحدة والدستور والحريات ، لكنهم اليوم وصلوا الى درجة لا يستهان بها من المعاناة والظلم فهذا يشكو من البطالة وهذا يشكو من الغلاء والفقر وذاك يقول لك : روح على البحر واسأل لمن كل هذه الأراضي ومن يملكها ، فهذه قضايا لا أستطيع أن أرد عليها .
- ومن يردَ عليها برأيك ؟
* هذه يرد عليها الأخ الرئيس والحكومة ، عليهم أن ينقذوا البلد ويصلحوا الأوضاع بشكل يرضي الله ويجعل الناس يتكاتفون مع الوحدة ، فعليهم أن يصححوا أخطاء السلطة المركزية ، اليوم المجالس المحلية مظاهر شكلية وحبر على ورق لا تستطيع أن تبني مدرسة أو مستشفى ، والمستثمرون غادروا البلاد بسبب الروتين والفساد ، فنحن في نظام يفقد الأمن والعدل والشفافية ، فعلى الأخ الرئيس والحكومة أن يستجيبوا لهذه المطالب ويعالجوها بشكل جاد .
- وإذا لم يحدث ذلك؟
* إذا لم يستجيبوا فأنا أخشى على اليمن كله من الغرق ، وكما قال الأخ الرئيس نحن في سفينة واحدة إذا غرقت سيتضرر الجميع ، ونحن معه في ذلك ولكن الوحدة تريد عملاً وإصلاحاً شاملاً وتريد اختيار أصحاب الكفاءات والخبرات وليس المجاملات والمحسوبيات فهذا لأنه قريبنا وهذا لأنه من قبيلتنا وهذا لأنه من شيعتنا ، فهذه المعايير للأسف الشديد هي التي تحكم اليمن اليوم ، وبها يغرق اليمن وبعلاجها ينقذ اليمن ، وهذا لن يكون إلا بحكم محلي واسع الصلاحيات ، وكل محافظة تدير شؤونها .
- الحكم المحلي بحاجة إلى تعديل أكثر من "120" قانون ، وهذا يعني أن ننتظر ثلاثين سنة أخرى حتى يأتي الحكم المحلي ؟
* لا ، لا البرلمان المصري غير "114" مادة في يوم واحد من أجل توريث نجل الرئيس ، فلماذا لا نغيّر نحن هذه المواد من أجل البلد وليس من أجل التوريث ، ونحن قد عدّلنا كثيراً في الدستور وأعطينا لأنفسنا من أربع سنوات إلى ست ثم إلى ثمان سنوات ، وعدلنا للرئاسة من "5سنوات " إلى " 7 سنوات " وعدلنا للمجالس المحلية ومجلس الشورى وغيرها ، فلماذا لا نعدّل للحكم المحلي ، ونخرج بالبلاد من النفق المظلم وننقذ الوحدة اليمنية.
- لعل السلطة تراهن على وطنيتكم كمعارضة وخاصة الإصلاح الذي يعتبر الوحدة فريضة مقدسة تستحق بذل الدم ؟
* نحن ندافع عن الوحدة ، ولكن نسعى أيضاً للنضال السلمي والتداول السلمي للسلطة ونوعي الناس بأن الموجود سيء وهناك أفضل منه ، ولدينا البديل ولدينا البرنامج الوطني ورؤية المشترك في كافة المجالات ، والحوار الوطني قائم ، واللقاءات التشاورية قائمة وسنستمر في المهرجانات والمسيرات والإضرابات في إطار القانون والدستور حتى يزيد وعي الأمة لنضغط على هذا النظام الخائب إما أن يستقيم أو يغادر السلطة .
- أنا أخشى أن يضغط هو عليكم وتقاتلون معه إلى جانب هيئاته الشعبية التي شكلها مؤخراً لردع الانفصال؟
* الانفصال بعيد ، وهذا سؤال غير وارد وسيضر الجميع ، ولغة الانفصال ليست في مصلحة أحد على الإطلاق ، وعلينا أن نفرق بين النظام وبين الوحدة فلا نخلط الأوراق ، الوحدة مكسب للشعب اليمني والعربي والإسلامي والدولي ، ولا يصح أن نلغي الوحدة لأن النظام غير صالح ، فعندما لا يطبق الناس الشريعة هل نلغي الشريعة أم ندعو الناس إلى تطبيقها ، فكذلك الوحدة .
- وماذا تسمي دعوات الانفصال عبر الصحف والمواقع والقنوات ومكاتب في الخارج ومصالحة خارجية ؟
* كل الجنوبيين وحتى الشماليين اليوم مجمعون على رفض النظام القائم لكنهم مختلفون على البديل ، ونحن نقول إنه في إطار الدستور والوحدة نناضل سلمياً من أجل البديل ، لأن العنف يا ابني لن يؤدي إلى نتيجة غير تقهقر اليمن وتشرذمها ، فالناس متفقون على أن هذا النظام القائم مرفوض لكن ما هو البديل الأفضل .
- وما هو البديل من وجهة نظرك؟
* أنا لا أريد للجنوب أن يحكمه الإصلاح لوحده ولا الاشتراكي ولا غيره ، وإنما يحكمه اللقاء المشترك وفق الرؤية التي اتفقوا عليها في ظل برنامج وطني بما ورد فيه من إصلاحات شاملة سياسية واقتصادية واجتماعية وتعليمية وصحية وغيرها .
- ولماذا تحاورون السلطة وتتفقون على تأجيل الإنتخابات؟