علاو: القضاء أصبح وسيلة لتصفية الخصومات مع الأطراف السياسية وما تقوم به الإعلام تجاه الصحف قرصنة
20/05/2009 الصحوة – حوار/ناجي قدام
أكد المحامي محمد ناجي علاو أن ما تقوم به وزارة الإعلام تجاه الصحف المستقلة تصفية جسدية للصحف تخالف القانون. ودعا علاو – في حوار مع الصحوة - إلى إلغاء النيابات المتخصصة لأنها وسائل يتم من خلالها القرصنة والتصفية للصحف والخصوم السياسيين.. فإلى نص الحوار:
* تتعرض الصحافة اليمنية اليوم لهجمة سلطوية ممنهجة 00حصار ومصادرة وتضييق على الصحفيين في بلد ديمقراطي تعددي .. كيف تقرأ ذلك كرجل قانون؟
- لاشك أن هذا التصرف يتسق وتفكير السلطة وما تربت عليه من نفس قمعي تضيق بالرأي الآخر وبنقل الأحداث التي تقع وارتفاع أصوات لا تعجبها، وبالتالي فالميزة التي يتميز بها قانون الصحافة في الجمهورية اليمنية بعد الوحدة أو حسنته الوحيدة هي منع الرقابة المسبقة على الصحف قبل الإصدار، رغم ما فيه من سوء سواء الجزاءات والعقوبات أو سيطرة وزارة الإعلام على مسألة إصدار الصحف 00 ويبدو أن تنابلة السلطان بحثوا في نصوص القانون ليكتشفوا وفقاً لفهمهم الذي يتسق ونفسهم في الاستبداد والقمع بأن الحجز الإداري وسيلة أجدى من الذهاب إلى المحاكم لأنهم عندما يذهبون إلى المحاكم بالصحفي لما تتمتع بها قضايا حرية التعبير في العالم الخارجي يتحول الصحفي إلى بطل وتزداد شهرة الصحيفة، وبالتالي تأخذ المسألة وقتاً طويلاً وإن صدرت أحكام يتحول تنفيذها إلى إشكال لذلك ابتكروا ما فهموه من هذا النص بالعودة لرقابة سابقة بطريقة أقذر من منع الطبع أصلاً لأن الرقابة السابقة لا تخسر تكاليف الطبع وتكاليف الإدارة.
والنص القانوني الحالي يعطي الحق لوزارة الإعلام أن تسحب الصحف أو المطبوعات التي تكون قد صدرت من كيان غير قانوني بدون إجراءات الترخيص، لكن وفقاً للنص القائم فالصحف التي صودرت هي صحف صدرت من كيان قانوني لايجوز الحجز عليها إدارياً إطلاقاً لأنها صدرت من جهة معلومة ومشروعة، وفي الخلاف على ما تنشره من وجهة نظر الحكومة فمكان القول بصحته من عدمه هو القضاء وليس الحجز الإداري.
هذا هو المفهوم للنص، لأنه طالما ألغينا الرقابة المسبقة بالتأكيد أنت لا تملك رقابة تمثل بما هو أبعد من مصادرة الصحف، وما حدث مذبحة وتصفية جسدية للصحف، في العمل السياسي الإرهابي يصفي الناس جسدياً واليوم تصفى الصحف جسدياً لأننا نعلم أن بنية الصحافة الأهلية -وهي المستهدفة- ضعيفة مالياً وليست قادرة على الصمود فإذا صادرت عددين إلى ثلاثة أفلست، ويقولون إنهم استخدموا حقاً قانونياً، وأنا أقول هذا توظيف للنص في غير محله ويخالف أهداف القانون أهداف الرقابة على الصحف المسبقة، الخطوة التي تميزت بها اليمن عدنا إلى ما كان عليه الوضع قبل الوحدة و"عادت حليمة إلى عادتها القديمة" .. والآن يراقبون الصحف رقابة مسبقة كما حدث للعدد الأخير لصحيفة "الشارع" .. وبالتالي صاروا يمارسون بدون قانون رقابة مسبقة.. هذا قتل لحرية الرأي والتعبير والحرية السياسية وحق الناس في الإطلاع ومعرفة ما يحدث.
هناك أحداث لا يستطيع أحد أن ينكرها سواء في صعدة أو في المناطق الجنوبية أو في كل اليمن هناك أزمة سياسية خانقة -وهي أزمة تدمي قلوبنا- تهدد الوحدة والسلم الاجتماعي.وهذه الدعوات التي سدت أمامها الآفاق رفعت بعض الأصوات التي لا نرتضيها هذه ليست هي المشكلة .. المشكلة هي السلطة، ولذلك الصحف تنقل الحدث وتنقل ما يقال علناً.فهي لا تصنع الحدث .. ولا تتحمل ثمن محنة البلاد التي تسببت بها السلطة هذا غير صحيح .. مذبحة بشعة نشجبها ونستنكرها وندعو كل الشرفاء للوقوف صفاً واحداً ضدها.
*بعد خراب مالطة
* تعرضت هذه الصحف نتيجة هذه المصادرة لأضرار مادية ومعنوية، والأصل أن تعوض وزارة الإعلام هذه الصحف؟
- إشكالية البلاد متداخلة ومتراكمة بحيث إذا ما أردت أن تخرج من حلقة سوداء دخلت في نفق مظلم، وإذا ما أردت أن تخرج من ممر فيه عتمة دخلت إلى نفق دامس .. يحق للمتضرر أن يذهب إلى القضاء قاعدة عامة في الدستور، باعتبار أن المصادرة لا تجوز إلا بقرار من القضاء، سواء من صحيفة أو غيرها، ومع ذلك فالذهاب إلى القضاء أيضاً له مخاطر –وان كان طريقا صحيحا - في ظل قضاء مصادر، مصفى جسدياً، في بلد مختطفة من قبل سلطة بأدوات الشعب والأمة، بجيشنا وأبنائنا وأمتنا وإخواننا من الموظفين في الأجهزة الإدارية والأمنية .. صاروا أداة بيد سلطة تصادر وتصفي كل شيء.
القضاء مختطف‘ يخضع للرغبة السياسية، الحاكم الذي هو رئيس القضاء، ويديره يعين القضاة ويكافئهم وهو من يعين مجلس القضاء، ويعزله، وإن كان هناك قضاة يملكون شجاعة –لكن القاعدة العامة أننا نحمل القضاة ما لا يحتملون، فهم ليسوا أحراراً فيما يتخذونه لأن حياتهم ومستقبلهم ومعيشتهم مرتبطة برضاء الحاكم، فبالتالي فالذهاب إلى القضاء حق لكن في قضايا سياسية لها مخاطرها لأننا فقط سنبرر ونضع مبرراً لعمل القرصنة التي تمت بحق الصحف، نبرر هذا العمل بأحكام قضائية وإن كان هناك تعويض لن ينفذ ولن يكون مجدياً وسيكون بعد خراب مالطة .. وتكون الصحف قد انتهت وأقفلت والتعويض لن يكون مجدياً، وإن صدر من قضاة شجعان سيكونون هم عرضة للتصفية من مواقعهم -كما حصل لقضاة سابقين-وبالتالي القضاء في ظل الوضع الحالي والأزمة الحالية منطقة غير آمنة.
* صرح وزير العدل أنه سينشئ محاكم متخصصة للصحافة .. كيف ترون أنتم هذه المحاكم كقانونيين خاصة وأن القضاء أصبح أداة لقمع للصحفيين؟
-