على الجيش أن يختار بين مصر ومبارك
الجيش يرسل إشارات متضاربة بشأن ولائه (رويترز-أرشيف)
مع مطالبة المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية باستقالة الرئيس حسني مبارك لليوم السادس على التوالي بعث الجيش إشارات متضاربة بشأن ولائه. ففي الوقت الذي أبدى فيه الجنود تأييدهم للجماهير في الشوارع انطلقت مقاتلات إف 16 تجوب سماء القاهرة وظهر كبار القادة العسكريين على التلفاز الرسمي إلى جانب الرئيس المحصن بهم.
واتهم المصريون من كل الطوائف الشرطة السيئة السمعة بوقوفها وراء حملة ترويع البلد إما بارتكابهم العنف بأنفسهم أو بالوقوف جانبا والسماح لها بأن تحدث.
وأشارت واشنطن بوست إلى أنه مع تنامي الكراهية تجاه الشرطة تزايد أيضا الإعجاب بالجيش وقد تكون هذه هي نية المؤسسة الأمنية في مصر وهي تصارع لإيجاد مخرج من الأزمة. وأضافت أن هذه الإشارات المتضاربة من الجيش توحي بأن مسألة من سيحكم مصر تظل محل شك كبير، بعد أسبوع تقريبا على قلب المحتجين الكيان السياسي للبلد رأسا على عقب بتعبئة جماهيرية يبدو أنها تزداد قوة.
ونوهت الصحيفة إلى تعاون المتظاهرين مع الجنود في صد سيارتين لوزارة الداخلية حاولتا اقتحام إحدى ساحات التظاهر واعتلى قائد عسكري دبابته معلنا أن وزارة الداخلية حشدت آلاف المسلحين لإشاعة الفوضى في مصر، وقال إن الجيش سيقف إلى جانب الشعب.
لكن هذا الشعور لم ينسجم مع الصور التي بثها التلفزيون الحكومي لمبارك مع رؤساء الجيش والمخابرات بالإضافة إلى وزير الدفاع. وفي إشارة محتملة لاستمرار صراع السلطة لا يبدو أن وزير الداخلية كان حاضرا.
وقالت واشنطن بوست إن هناك اعتقاد بأن الجيش لديه السلطة لإسقاط مبارك إذا ما اختار ذلك لكنه لم يفعل ذلك إلى الآن، وهو ما قد يعني أن إيماءاته بالتضامن مع المحتجين يقصد بها فقط تهدئة الحركة بينما يدير الرئيس خطة خلافة.
والمتظاهرون يحدوهم تفاؤل حذر بأن القوات المسلحة تقف إلى جانبهم، لكنهم يعلمون أيضا أن مبارك ضابط جيش سابق وكان يتمتع بدعم ثابت من الجيش لنحو 30 عاما من حكمه. وهذا ما جعل المتظاهرين يرفعون شعارات تقول" على الجيش أن يختار بين مصر ومبارك".