لزيادة نشاط موظفيك ... كلمة "حلوة" وتهنئة بالعيد!
إبراهيم الزعيم 25/9/1429
25/09/2008
تعتبر التهنئة في المناسبات المختلفة شكلًا من أشكال التواصل الإنساني، وسببًا في تقوية العلاقات بين الناس، ونظرًا للتقدم التكنولوجي الذي تعيشه البشرية اليوم، فقد تعددت الوسائل التي يمكن استخدامها في هذه التهنئة؛ فهناك الهاتف والفاكس والجوال والبريد الإليكتروني.
أمّا عن التهنئة بحلول شهر رمضان، والعيد، فقد زارت شبكة (الإسلام اليوم) عددًا من المؤسسات، والتقت الجهة الْمُشْرِفَة على تهنئة الموظفين فيها، وتعرَّفَتْ على أشكال التهنئة التي تتبعها، كما التقت عدداً من الموظفين، ورَصَدْت أثر هذه التهنئة عليهم، و التقت مواطنين لتتعرف على شكل التهنئة المعتمدة لديهم.
علبة شوكلاتة
كانت زيارتنا الأولى للجامعة الإسلامية، وهناك التقينا هاني عوض -من مركز القرآن بالجامعة- الذي حدثنا قائلاً: قبل العيد نستقبل التهنئة عبر البريد الإليكتروني، وفي أول يوم بعد الإجازة يتجمع عددٌ من الموظفين من دائرة العلاقات العامة، ومن الكليات، والأقسام، فيزورون رئاسة الجامعة، ومجلس الأمناء، ومكاتب الموظفين، ويتبادلون التهاني.
ويضيف عوض: وتقوم نقابة العاملين بتقديم تهنئة مميزة بالعيد؛ إذ تقدم "علبة شوكلاتة" لجميع مُوَظَّفِي الجامعة، أما الكليات والأقسام فتقدم التهنئة عبر البريد الإليكتروني.
وعن أَثَرِ هذه التهنئة على نَفْسِيَّة الموظف يقول: إنّ لها أثرًا إيجابياً؛ إذ إنها تَغْرِسُ معنى التواصل والتعاون بين الموظفين، وعندما يرى الموظف هذا الاهتمام ينعكس ذلك على أدائه وعلاقته بالجامعة، كما أنّ تبادل التهنئة يُعْطِي مظهرًا إسلاميًّا راقيًا للعلاقات بين الناس".
أما د. حسن أبو حشيش - رئيس قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الإسلامية سابقاً-فيقول: إن رئيس الجامعة يُرْسِلُ رسالةَ تهنئةٍ إلى كافَّةِ العاملين في الجامعة، وكذلك يفعل رئيس مجلس الأمناء، كما يقوم عميد الكلية بإرسال رسالة خطية، مهنئًا كافة العاملين في كُلِّيَّتِه.
وأما تهنئة نقابة العاملين فتتمثل في توزيع "علبة شوكلاتة" من النوع الفاخر على كُلِّ موظف، بالإضافة إلى عقد لقاءٍ ثالثَ أيام العيد، يحضره موظفو الجامعة، وتتخلله المسابقات والفقرات الترفيهية.
ويرى د. أبو حشيش أنه مهما كانت بساطة الهدية، فإنها تترك أثرًا طَيِّبًا على الموظف؛ لأنها مسألةٌ سيكولوجية، فالنفوس مفطورةٌ على حُبِّ مَنْ يُحْسِنُ إليها، كما أن ذلك يُحَقِّقُ شَيْئًا من الرضا الوظيفي، ويزيد الانتماء والعطاء.
ويوجد في الجامعة الإسلامية جهتان تُهنّئان الموظفين في العيد، وهما: دائرة العلاقات العامة، ونقابة العاملين، وقد قرَّرْنَا أن نبدأ من دائرة العلاقات العامة، وهناك التقينا حسام عايش- وهو أحد موظفي الدائرة-، الذي قال لنا: إنَّ التَّهْنِئَةَ التي تقدمها الجامعة لموظفيها تَأْخُذُ عدة أشكال؛ إذ تُرسَل التهاني عبر البريد الإليكتروني الخاص بكل موظف، كما تُوضَعُ التهنئة على موقع الجامعة، بالإضافة إلى التهنئة عبر اللَّوْحَات المنتشرة فيها.
ويضيف عايش أنه يتم عمل زيارات إلى الكليات والأقسام؛ لتهنئة الْمُوَظَّفِين وَجْهًا لِوَجْهٍ، مشيرًا إلى أنّه في هذه الحالة لن تستطيع مقابلة كل الموظفين، لَكِنَّك تفعل ما بوسعك.
وحول مدى تأثير هذه التهنئة على الموظفين يقول: إنّ بعض الموظفين يرد على الإيميل الْمُرْسَلِ من قِبَلِنا، فيقدم شكره على هذه التهنئة، مضيفًا أن كل إنسان عندما يُهَنَّأُ من إدارته يشعر بنوع من الاهتمام، وبالتالي ينعكس ذلك على أدائه، بحيث يشعر بالراحة والسعادة.
د. ماهر الحولي -عميد كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية- بدأ حديثه معنا حول جواز التهنئة بالعيد، فقال: إنّ أصل التهنئة مشروع، فقد ثبت في الحديث الصحيح في قصة توبة كعب بن مالك -رضي الله عنه- حين تاب الله عليه بعد تَخَلُّفِهِ عن غزوة تبوك؛ إذ ورد في قصة توبته :"قال: فسمعت صوت صارخ يقول بأعلى صوته: يا كعب بن مالك، أَبْشِرْ.. فَذَهَب الناس يبشروننا، وانطلقت أَؤُمُّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (أقصده)، يتلقاني الناس فَوْجًا فوجًا، يهنئوني بالتوبة، حتى دخلت المسجد، فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حوله الناس، فقام طلحة بن عبد الله يُهَرْوِلُ حتى صافحني وهنأني، وكان كعب لا ينساها لطلحة، فقال كعب: فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال وهو يَبْرُقُ وجهه من السرور: أَبْشِرْ بخيرِ يومٍ مَرَّ عليك منذ ولَدَتْكَ أُمُّك".
ويضيف: إن دليل جواز التهنئة بالعيد ما ورد في الحديث عن محمد بن زياد، قال: كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض: تَقَبَّلَ الله منا ومنك.
وحول أشكال التهنئة التي تُقَدِّمُها نقابة العاملين للموظفين في الجامعة يقول د. الحولي: إنّ نقابة العاملين تَحْرِصُ منذ تأسيسها على عَقْدِ لقاءٍ خاصٍّ في عيد الأضحى بين موظفي الجامعة، في ثالث أيام العيد، ويلتقي فيه العاملون برئاسة الجامعة، ومجلس الأمناء، والكليات، والأقسام، والدوائر، وتُشْرِفُ على هذا اللقاء نقابةُ العاملين، وتُوَزِّعُ على الموظفين "علبة شوكلاتة" تعبيرًا عن المحبة.
ويضيف د. الحولي بأنّ هذا اللقاءَ يختصرُ على الموظفين الكثيرَ من الوقت والجهد الذي سَيُبْذَلُ لتهنئة كُلٍّ منهم الآخرَ، ففي هذا اللقاء يُهَنِّئُ كلٌّ منهم الآخَرَ بسهولةٍ ويُسْرٍ، مُوَضِّحًا أن هذا اللقاء له أثَرٌ طَيِّبٌ على نفسية الموظف وعائلته.
فلاش ميموري!
بعد ذلك زرنا شركة "جوال"، والتقينا ميرال منصور -مساعد إداري لمدير عام إقليم غزة-، تقول: إنّ دائرةَ التسويق والعلاقات العامة تحسب حسابَهَا أن يكون هناك عدد احتياطي من الهدايا؛ لأن من المتوقع أن يلتحق بالشركة عَدَدٌ من الموظفين الجُدُد قبل العيد.
وتضيف: "في كل عام كان يُقَدَّمُ لنا "علبة شوكلاتة" من النوع الفاخر، أما في هذا العام فكان شيئاً مختلفًا؛ إذ قُدِّمَ لكل موظف "فلاش ميموري"، وعطر حريمي ورجالي! لقد تفاجأنا بهذه الهدايا، فهي تعبر عن مدى اهتمام الإدارة بموظفيها، فضلاً عن أن الموظف يستفيد منها في عمله وحياته".
ويقول محسن عويضة -من الدائرة المالية-: يُوجَدُ لدينا مكافأةٌ تُقَدَّمُ كُلَّ ربع عام، فتحاول الشركة صرفها في الأعياد والمناسبات مثل رمضان.
ويضيف بأن التهنئة والهدية لهما أَثَرٌ طيب، سواء كانت قيمة أو غير قيمة، مضيفًا: "لقد كانت الوالدةُ متوقعةً أن تُقَدَّمَ لنا الحلويات، لكن هذا العام كانت الهدية مفاجأة، لكنها مفاجأة سارة، تركتْ أثرًا طَيِّبًا على نفسية الموظف وعائلته".
وحول ما إذا كانت التهنئة بأشكالها تؤثر على أداء الموظف، يقول عويضة: المجتهد مجتهد، سواءٌ قُدِّمَتْ له حوافز أم لا، وغير المجتهد لن يعمل، حتى لو قدمت له قنطارًا من ذهب!
وقالت دعاء كروان -من دائرة التسويق والعلاقات العامة-: إن أهمية التهنئة تتمثل في التالي:-
- ربط العاملين ببعضهم.
- ربط الإدارة بالعاملين.
- شعور الجميع بأنهم أسرة واحدة.
وعن أشكال التهنئة التي تقدمها "جوال" للعاملين فيها، تقول: إنها تنقسم إلى قسمين:
-تهنئة معنوية: بحيث يتم إرسال رسالة عبر البريد الإليكتروني لكافة موظفي "جوال" المربوطين جميعًا عبر شبكة داخلية، مع كارت معايدة جميل، بالإضافة إلى أنّ كُلَّ مُوَظَّفٍ يُرْسِلُ رسالة تهنئة للموظفين الذين تربطه بهم علاقة وطيدة.
-وتهنئة مادية: في كل عيد يكون هناك هدية مادية، وذلك على مدار أكثر من أربعة أعوام، إذْ جرت العادة على تقديم "علبة شوكلاتة" من النوع الفاخر للموظفين، أما في عيد الفطر الماضي فقد تم تقديم (فلاش ميموري) للموظفين، كسرًا للقاعدة.
وترى بأنّ الكلمة الطيبة لها أَثَرٌ بالغ في نفس الموظف؛ إذ تبعث على الارتياح والحب والمودة، فينعكس ذلك على الأداء.
رسالة عبر الفاكس
ثم انتقلنا إلى برج الشروق، وهناك زرنا مقر صحيفة (الحياة الجديدة)، وأرسلنا أسئلتنا لرئيس التحرير في رام الله، وأُبْلِغْنَا بعد أيامٍ أنه مسافر، وأثناء وجودنا هناك التقينا الصحفي "موسى أبو عمرو"، والذي بَيَّنَ لنا شَكْلَ التهنئة الذي تُقَدِّمُه الصحيفة له وللعاملين فيها بقوله: تُقَدَّمُ رِسَالَةٌ من رئيس التحرير المتواجد في المقر الرئيسي برام الله عَبْرَ الفاكس، إلى كافّة مقرات الصحيفة المنتشرة في الوطن، ثم تُعَلَّقُ هذه التهنئة في لوحة الشرف في مدخل المؤسسة.
ويرى الصحفي أبو عمرو: إن هذه التهنئة تبعث في نفوس العاملين الارتياح والسعادة، والشعور بقيمتهم أمام مؤسستهم، والانتماء لها، الأمر الذي يحفزهم على بذل المزيد من العطاء.