المهمشون (الأخدام) القضية المغيبة عن الفكر والنقاش.
--------------------------------------------------------------------------------
عندما اتفق الشعب والحكومة تماماً كان توافقهم ضد شريحة كبيرة من المجتمع.
لم يكتف المجتمع اليمني بتهميش هذه الفئة المطحونة من المجتمع بل همش المثقفون والحقوقيون قضيتهم أيضاً بنفس القدر، لا أرى هذه القضية تأخذ أي مساحة على صفحات الإعلام وأقلام الكتّاب على الأقل.
ما يقارب من 800 ألف نسمة هم عدد المواطنين السود (الأخدام) وليغفر لي أبناء هذه الفئة استخدام هذا المصطلح الذي أجد نفسي مضطراً إلى استخدامه لأني لم أجد كلمة تعرّفهم سواها بعد أن لاكها واستخدمها المجتمع عقود طويلة رغم ما تحتويه الكلمة من عنصرية عميقة واحتقار شديد.
لم يعد الإعلام يخفي شيئاً وأصبح الكتاب والصحفيون يتناولون كل حادثة وكل قضية مهما كان حجمها وإبرازها للرأي العام ليقول كل فيها كلمته.
ولكن من الغريب أن تكون قضية مثل هذه والتي تعنى بحوالي مليون من البشر يعيشون حياة بدائية جداً غائبة عن صفحات وكتابات النخبة والعامة على السواء.
ربما أصبحت العنصرية هي ثقافة الصغير والكبير في اليمن والموروث القبلي والطبقي الذي نعيشه في اليمن جعلنا نفكر بفوقية لا تسمح لنا حتى في الخوض بمثل هذه قضايا.
وربما أن تكون الأنانية التي تجعل كل فرد يتحدث في ما يخصه وما يهمه شخصياً فقط ومثل هذه الشريحة ليس لديهم من يتحدث عنهم لأنهم يعيشون في المحاوي صفائح الزنك ويفترشون الكراتين باحثين عن قوت يومهم لسد جوعهم فقط غير آبهين بما يدور حولهم ولا يدرون شيئاً عن الصحافة والإعلام.
إذا كانت الحكومة قد ظلمتهم فقد ظلمت كل من طالته يدها ولم تفرق ولكن الغريب أن يظلموا من أبناء المجتمع نفسه والذي يفخر كونه مجتمع مسلم عربي أصيل يتحلى بصفات النخوة والكرم والشهامة والعدل.
لا زال هؤلاء بانتظار كلمة حق تنصفهم وتشعرهم أنهم بشر وأنهم جزء من هذا المجتمع اليمني المسلم، خاصة وأنه في أكبر دولة امبريالية (الولايات المتحدة) والتي كانت رمزاً للعبودية واضطهاد السود يحكمها رجل أسود وكذلك الحال في جنوب افريقيا.
منقول