• كارل ماركس، قال لماذا خلقنا؟ أجاب بكلام صعب جداً، فقال: أراد الله أن يلهو ويلعب وخلق الناس لكي يتصارعوا، فيسعد و يضحك منهم. معاذ الله! فترد عليه الآية الكريمة: "أفحسبتم أننا خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون؟ فتعالى الله الملك الحق" الله لا يصدر عنه العبث أبداً، الحكم العدل لا يمكن أن يصدر منه عبث أبداً.
• إيليا أبو ماضي، كتب شعراً وقصيدة اسمها " قصيدة الطلاسم"، وغُنيَّت بعد ذلك، لكنه عندما كتبها قال: "جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت... ولقد أبصرت أمامي طريقاً فمشيت،( كثير من الناس بداخلها هذا المعنى، هكذا نعيش حتى نموت، وقد نصلي، ولكن نحن نعيش والسلام) وسأبقى سائراً إن شئت هذا أو أبيت.... كيف جئت؟ لست أدري... أين أذهب؟ لست أدري. لماذا جئت؟ لست أدري. ويسميها "قصيدة الطلاسم".
أنت لماذا خلقت؟ فلو عرفت لماذا خلقت، ستعرف كيف تضع هدفك جيداً. أوضح من رد على هذا هو القرآن، وحدد بوضوح جداً جداً: " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدونِ"، فما معنى ذلك يا رب؟ أن يظل الخلق ليلاً نهاراً يعبدون ويصومون؟؟...لا، ليس كذلك. فمعنى الآية: أن تمارسوا حياتكم بشكل طبيعي، ولكن أن يكون هدفكم ونيتكم في النهاية إرضاء الله تبارك وتعالى.
• تريدين إنجاب أطفال؟ أنجبي، ولكن لماذا؟ حتى ألعب وألهو معهم؟ لا، أنا أريد أن أنجب أطفالاً لكي أعدهم لله تبارك وتعالى، وهذه النبتة الصغيرة تكون إما ( فاطمة أو علياً أو صلاحاً أو محمداً). هذه النبتة الصغيرة تعز الإسلام وتنصر المسلمين في يوم من الأيام.
• أنت لماذا تريد أن تجمع المال؟ لكي تسعد به؟ لا، أنا أريد أن أقوم بمشاريع لبلادنا، وأحقق نجاحات للمسلمين، وأشغل الأفراد الذين يعانون من البطالة، ولأنفق في سبيل الله، وأكون قد حققت "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون".
• لماذا تريد أن تكون غنياً؟ لماذا تريد أن تكون صاحب شركة؟ لماذا تريد أن تكون من الأوائل في كليتك؟ أريد أن أفعل شيئاً في الدنيا ولكن من أجل "يعبدون"، وإرضاء الله.
فمن روعة الإسلام أنه استوعب كل مجالات الحياة الخاصة بالدنيا. فتريد أن تتعلم أو تتزوج أو تنجب أطفالاً أو يكون معك نقود، فالرسول ذكر كل واحدة من هذه في أحاديثه:
• نعم المال الصالح للرجل الصالح.
• خيركم خيركم لأهله.
• من بات كالاً من عمل يده، بات مغفوراً له.
فإذن: حدد هدفك، ولكن اجعله في النهاية إرضاءً لله، لأنك خلقت من أجل ذلك.
1- أريدك أن تكتب هدفك.
2- أن يكون هدفك موصولاً بالله تبارك وتعالى.
3- ألا يكون هدفاً أرضياً، بمعنى أريد أن يكون معي نقود و هكذا ننتهي، بل تريد أن يكون معك نقود من أجل الله والإسلام وبلدي، وتستمر في وضع هدفك بهذه الطريقة.
• فكيف نضع الأهداف؟
• وكيف أكتب هدفي؟
• وكيف أحقق الهدف؟
قبل الدخول في تفاصيل كيفية كتابة الهدف ونتفق عليه سوياً، أريد أن أقول لكم فكرة، وهي أن من ليس له هدف هو إنسان ساكن في مكانه، فالدنيا بأكملها تتحرك، وهو لا يبذل مجهوداً وليس عنده هدف، فلا يخطط ولا يتحرك، فهو ساكن في مكانه. يا جماعة الدنيا كلها من حولنا تتحرك: "الشمس تجرى لمستقر لها"، تعلم إلى أين تذهب، الكون كله من حولنا يتحرك، وأنت ساكن مكانك.
ليس هذا فقط, فالكون الخارجى يتحرك، وأنت من داخلك تتحرك، فخلايا الشفاه تتغير الآلاف منهاكل يوم. خلايا الكبد والجلد تتغير مرات عديدة، فالكون من حولك يتغير، وأنت من داخلك تتغير، ولكنك أنت ساكن مكانك لا تتحرك. أتعلم ماذا سيحدث لك بعد قليل؟ ستشعر بغربة في الكون، أليس كذلك؟ ثم بعد ذلك تشعر باكتئاب, لأنك واقف مكانك لا تتحرك، وهذا هو حال المسلمين الآن. فالدنيا كلها تتقدم ومازال ليس عندنا أهداف، فأصبحنا غرباء في الكون يا مسلمين، لأنه ليس لدينا هدف نذهب إليه، سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى بلادنا كلها.
أتدري مثل ماذا نحن الآن؟ نحن كالتلميذ الذي دخل الفصل، فقال المدرس: جميع الطلبة تقرأ هذا الكتاب حتى نتناقش فيه في الأسبوع المقبل. فجاء كل التلاميذ كلهم وقد قرؤوا الكتاب، وأنت لم تقرأ، أتدرى ماذا سيحدث لك؟ ستجد كل الناس تتناقش وأنت جالس لا تفهم شيئاً، وبعد قليل ستشعر بغربة، ثم ستشعر بالاكتئاب والفشل واليأس؟ أصحيح ذلك؟ هذا هو حالنا كمسلمين وأفراد.
ضعوا أهدافكم يا شباب، مازلتم شباباً.
• فمن سيقول أنه سيفوز ببطولة ويمبلدون بعد 5 سنوات؟
• من سيقول أنه سيخترع كذا؟
• من سيقول أنه سيصنع أحسن شركة تنتج كذا؟
• من سيقول أنه سيحصل على جائزة نوبل مثل الدكتور أحمد زويل في كذا؟
• من سيقول أنه سيكون أحسن كاتب روائي في كذا؟
أين الأهداف؟ عندنا آلاف الخريجين من الكليات كل عام، فرحين ويظنون أنهم حصلوا على الشهادة الكبيرة و انتهى. أنت لن تتميز إلا بأهدافك .
أنا في الحقيقة أوجدت على الموقع عندي فكرة، فقلت للشباب: كل واحد يكتب هدفه في الحياة، وأخذت في تجميع ما قاله الشباب وجئت إليكم اليوم ومعي عينة من الشباب وماذا قالوا؟
• شاب قال:أنا ضائع, والله العظيم أنا ضائع 100%, كتبها في حدد هدفك في الحياة.
• شاب آخر قال: أنا باختصار هدفي أن يكون عندي أكبر شركة إنتاج إعلامي موجهة للأطفال.
• آخر كتب: إن هدفي أن أتخرج من مجال علم النفس وعلم الاجتماع, لأني أرى جانب التربية وعلم النفس و علم الاجتماع في بلادنا مُغيب وضعيف فأنا أريد أن أتميز في هذا الموضوع.
أرأيتم كيف تفكر الناس وماذا تقول؟
• آخر قال: أنا عمرى الآن 48 عاماً، فهل من المعقول أن يبدأ الإنسان حياة جديدة و يكون عنده هدف في مثل هذا العمر؟ وأنا أقول له:صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بدؤوا و هم في عمر الخمسينات، ونجحوا وأصبحوا من الشهداء ومن كبار التابعين.
• فتاة عمرها 13 عاماً أرسلت تقول: هدفي القريب أن أكون الأولى في البحرين في الثانوية العامة بعد 3 سنوات تقريباً، وهدفي الثاني أن أحفظ القرآن الكريم، وسيستغرق هذا سنة بعد الثانوية العامة إن شاء الله..أرأيت الفرق؟
• آخر كتب يقول: موضوعك هذه المرة عن هدفك في الحياة، وضعني أمام المرآة, ورأيت نفسي على حقيقتها وصُدمت وأصابني الإحباط وبدأ اليأس، فليس لي هدف في الحياة.
• يقول آخر: هدفي بناء قرية لذوي الاحتياجات الخاصة.
• أخرى تقول: هدفي الآن أن أحفظ القرآن، ثم بعد ذلك أقوم بتحفيظه لأكبر عدد من الناس، وبدأت في حفظ صفحة كل يوم.
• آخر قال: هدفي خدمة المسلمين، كلام غير واضح، فماذا تقصد؟
• أخرى ذكرت: أنا ممرضة، والتمريض مهنة إسلامية تُذكرني بالسيدة رُفيدة، وهدفي أن أحصل في يوم من الأيام على جائزة لأحسن ممرضة في العالم.
أتفهمون ماذا أريد أن أقول؟ أنا أريد أن أقول إن هذه نماذج.
فماذا عن الأفراد الموجودة معنا الآن في الأستوديو، ما هي أهدافكم؟
• " بسم الله الرحمن الرحيم, هدفي إذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، أستحق أن أكون من المسلمين وأن أكون قد حافظت على الإسلام."
• آخر يقول: أنا هدفي واضح وصريح، وأشكر الأستاذ عمرو وأدعو الله تبارك وتعالى أن يرزقني حلاوة لسانه ويهديني لأحسن الأخلاق.
• آخر قال: هدفي هو " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا وأنتم مسلمون" ، فتقبل الله حُسن العمل.
• أخرى تقول: بعد مشاهدتي لفيلم الكارتون, هدفي في الحياة أن أقدر أن أوصل أفكاراً تفيد المسلمين والإسلام.
أنا يا جماعة أريد أن أقول: إن الناس مازالت ما بين أناس في أذهانها أمور واضحة، وأناس في أذهانها أمور مُشوشة، وأناس ليس في أذهانها شيء نهائياً. ونحن هنا نريد أن نقول يا جماعة، يا شباب، لازم تكتب هدفك، يا نساء، يا كبار، يا أطفال، لا يصلح أن تكون مسلماً وإنساناً إلا ولك هدفك في الحياة، وقد كتبت هذا الهدف وصار واضحاً في ذهنك كيف ستحققه؟ وانظروا إلى نماذج لأفراد كان عندها أهداف، والله يا جماعة, بمجرد أن يكون عندك هدف، وتبدأ في التحرك نحوه، وتبذل جهدك له، سيُعينك الله ولابد أن تحققه. أتتذكرون القاعدة التي نقولها في كل مرة:
(لا يضع أحد في ذهنه فكرة وهدفاً، ويعيش عليها، ويصر عليها، ويبذل من أجلها، إلا وحققها)
الآية واضحة: " من يُرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يُرد ثواب الآخرة نؤته منها ", فالموضوع يحتاج إلى إرادة، فالله لم يقل من كان يتمنى، يُرد وليس يتمنى، يُرد من الإرادة أي سيبذل مجهوداً، فالله يعده.
خير.