رسالة إلى سلطان
شعر: نشوان اليماني
الإهداء: إلى الصريمي سلطان في رائعته الأدبية (نشوان)
سلطان حالي نكد وفرحتي أحزان
تعبان كادح ملل من عيشتي طفشان
أحمل على عاتقي أطنان في أطنان
من الأسى والطفح والغلب والأدران
..............
فقدت صبري, وفاض الكيل يا سلطان
والراس صدّع من التفكير والطنان
وصار بالوزن أثقل من جبل شمسان
فعلقم الصبر أنساني عسل جردان
والعين أضحت تعاني من عمى الألوان
فهيا دندن معي... (مكانني غلبان)
* * *
سلطان.. زادوا علينا خبرة الشيطان
باعوا الكرامة وباعوا هيبة الشجعان
صاغوا بدم الضحايا بيعة الرضوان
ورخصوا بالنذالة قيمة الإنسان
......
ضعنا وصرنا بضاعة والوطن دكان
بعنا الرجالة وصار البيع بالمجان
زمااااان كنا.... وكان البخس بالأثمان
ما اليوم قدهم يكيلونا بلا ميزان
..... سلطان ..!!
أصحابنا لا متى بايجلسوا غلمان
أيوه.. وناهي.. وحاضر.. سيدي السلطان
إلى متى..؟ شرضعوا مصاصة الإذعان
ويعشقوا الشرح والتطبيل والدهنان
كم يا عبر.. لا صحوا ولا رجع دومان
ولا استفادوا من التشهير والصبان
***
سلطان ما احناش لا جربى ولا جذمان
نحنا قبائل ولكن شيخنا طحّان
يشطح وينطح ويتنمير على الطفران
بالصيت يفشر.. ويتمشيخ على النسوان
يدجل ويفسق.. بنشر الظلم والعدوان
وبالجرائد يكيل الشكر والعرفان
***
سلطان.. بالموت صغنا جوهر التيجان
ثرنا.. وبالبذل أسسنا لنا الحرمان
صلنا, وجلنا, وعطرنا ثرى الأوطان
بالدم.. والعلم.. والإقدام والإتقان
وبالشجاعة كسرنا هامة الطغيان
وبالجماجم فرشنا ساحة الميدان
وبالأيادي حملنا السيف والأكفان
***
سلطان.. نحنا بنينا المجد للعميان
واحنا خلطنا اللبن والسم في فنجان
وبالأماني صنعنا السجن والسجان
وبالحضارة تسترنا على البهتان
وبالمحبة رقينا لدغة الثعبان
***
........ سلطان ما عاد درينا من هو الغلطان
بنت الحسب والنسب سارت وهي زعلان
بصحبة الأهل والطّبال والدوشان
قد غفروها وزفوها بلا استئذان
ولبسوها الذهب والتاج والفستان
وغلقوا فوقها بالعفش والسامان
وبعدما وصلوها شغلوا الونان
ودخلوها وسدوا الباب والطيقان
وبالصباح بكرت بين اربعة حيطان
***
سلطان.. مستقبلي باين من العنوان
فقد عرفت الحقيقة والمخبا بان
بعكس ما كان يحسب قارئ الفنجان
فكل شي مختلف ماهوش على ما كان
إلا شهور السنة مكانهم درزان
***
سلطان.. حظي وحظك صفر في الميزان
وفوقنا ينخط السكران والبطران
في شرعنا صاحب الحجة هو الخسران
والحق أضحى هدر للي بلا برهان
.. سلطان .. يا سلطان...
يكفي شبعنا أسى.. وقت الصراحة حان
لا عاد تمثل ولا تعرج مع العرجان
أهل المصالح علينا جندوا الأعوان
ودمروا ما بقى من صحوة الأذهان
وصلحونا نصع في فوهة البركان
........... شلوا علينا العنب
والبن والرمان
والنفط أضحى لهم واحنا لنا الدخان
خلوا لنا البحر واستولوا على الحيتان
وصادروا اللول والياقوت والمرجان
وسيرونا بلا حكمة ولا إيمان
***
لمن تغني نشيد الحب والألحان ؟!
العصر عصر البرع ماهوش عصر الدان
عصر الجنابي الحدد وحقبة القمصان
صنعاء الأمانة.. وصنعاء عاصمة سنحان
وموقع الجمهورية فوق من إريان
والمشيخة بردقان وجزر في ديوان
والمحكمة تنعقد بالثور والقيتان
واللي تغني عدالة جنبها صنجان
والقبيلة تنتهي في مفرق الحوبان
***
سلطان.. لا تطمح ولا تحاول
مافيش أمل تحيا مع القبايل
قدك دريكة جدك المناضل
........!!
مكتوب لك إنك تعيش عاطل
وتحضر الأعراس والمقايل
تشل بالمهجل وبالزوامل
وتشرب البقيط من المنافل
......
تشتي ضمار لو قلت باتواصل
والصبر في وضعك دمار شامل
قد ضاق بك خارج..
وضاق داخل..!!
فحدد الأهداف والعوامل
وامسك براس الشيخ والمقاول
وانزل بمن قد عاش فيك نازل
......
سلطان.. بالميعاد لا تماطل
من حب لازم بالهوى يسابل
ويدخل المزرب بلا شنابل
فمن دخل في المعركة يقاتل
مش مشكلة لو شلت القنابل
روحه.. وصان العز بالمقابل
***
....... سلطان
لا تركن على سراسر
أو روفلية حق مطوط مشافر
وانا فداك..
وقع على المحاضر
واحذر من اللي يعملوا مناكر
اللي..
أمامك مرحبا وحاضر
ومن ورائك يحفروا المقابر
واكسب تيوس..
لا تكسب البرابر..
***
قلبي معك ما دمت لا تناور
وما بقى فيك الأمل مكابر
ما دمت واقف في شموخ نادر
فأنت مهما همّشك مداحر
أو ساعدك رفّح من المكاسر
على اجتراح المستحيل قادر