وبهذه المناسبة التاريخية... فإنني أوجه النداء إلى جميع التكوينات والشخصيات السياسية الجنوبية في الخارج إلى عقد لقاءات تشاوريه, للخروج معا برؤية واحدة وأداة سياسية موحدة من شأنها رص الصف الجنوبي، والتسريع بيوم الخلاص الوطني المنشود لجنوبنا الحبيب، كما أبارك من هذا المكان توحيد مكونات الثورة السلمية في الداخل آملا إن يتم توسيعها بما يتناسب ومتطلبات المرحلة النضالية الحالية.
ويهمني كثيرا في هذه المناسبة، إن أتقدم بالمناشدة الأخوية الصادقة والإنسانية لجميع الأخوة القادة العرب، أصحاب الجلالة والسيادة والسمو في الدول العربية الشقيقة، وفي العالم اجمع مخاطبة الإخوة في صنعاء جهة تحكيم صوت العقل والمنطق الداعي إلى سحب قواتهم العسكرية من الجنوب وتسليم بلادنا لأهلها بصورة سلمية وأخوية وذلك تحت رعاية إقليمية ودولية.. حقنا للدماء وحفاظا على أواصر المحبة والإخاء مابين شعبنا في الجنوب وأشقائنا في الجمهورية العربية اليمنية، والاقتداء بما قام به الزعيم العربي الكبير الراحل جمال عبدالناصر الذي فك الارتباط مع سوريا الشقيقة حقنا للدماء وحفاظا على ووشائج الأخوة مابين الأشقاء العرب في مصر وسوريا, كما ان فرض الوحدة بالقوة من قبل طرف على طرف آخر، لا يمكن ان يكون عامل امن واستقرار في المنطقة كما يدعي ويروج لذلك نظام صنعاء في كل مناسبة.
وفي هذا السياق فانه من المهم ان نؤكد للجميع بأننا شعب حر وعريق وذو حضارة ضاربة في أعماق التاريخ، وان مصيرنا وهويتنا ومستقبل أجيالنا لا يمكن ان يكون رهنا للذرائع و الحجج الواهية التي تنطلق من هنا و هناك، مؤكدين احترامنا والتزامنا بجميع الاتفاقيات الدولية المبرمة، ونخص بالذكر منها اتفاقيات الحدود التي وقعت مع المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان الشقيقتين، مذكرين بأن شعبنا قادر بعون الله، وبما يختزنه من موروث مدني وحضاري، على بناء دولته الحضارية المستقلة التي ستكون بإذن الله عامل امن واستقرار ونماء في المنطقة وفي العالم كجزء فاعل في المنظومة الإقليمية والدولية, والقائمة على احترم القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية وحقوق الانسان, ورعاية مصالح الشعوب والأمم،واعتماد مبدأ الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة واحترام حرية الرأي والصحافة، والقادرة على تحمل مسئولياتها في محاربة الإرهاب والفساد بكل صوره وأشكاله.
ولن يفوتنا بطبيعة الحال ان نؤكد رفضنا القاطع لأية محاولات مكشوفة من قبل النظام في صنعاء إلصاق تهم الإرهاب بثورتنا السلمية المتحضرة التي يشهد على رقي مسارها من يعرفها ويراقبها جيدا، معتبرين ان الإرهاب وصناعته باتت جزء لا يتجزأ من تركيبة النظام الحالي نفسه.
وفي الختام... لا يسعني الا ان احني هامتي اجلالا واحتراما لجميع شهداء الحراك السلمي الجنوبي الذين سقطوا في ميادين النضال دفاعا عن وطنهم السليب سائلا المولى عز وجل ان يتغمدهم بواسع رحمته وان يلهم اهلهم وذويهم الصبر والسلوان...لافتا نظر المجتمع الدولي وهيئاته الدولية ومنظمات حقوق الإنسان القيام بمهامهم الإنسانية العاجلة في رفع آلة البطش العسكرية الغاشمة التي تطال أبنائنا وأهلنا في ردفان والضالع وعدن وصحيفة ( الأيام ).
وانطلاقا من قيم الوفاء و العرفان بالجميل، فإنني أتوجه بالشكر الجزيل إلى جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان الشقيقة والشعب العماني الشقيق على حسن الضيافة والرعاية الأخوية التي أحاطوني بها طوال فترة بقائي في وطنهم الكريم طوال السنوات الماضية.
المجد والخلو لجميع شهدائنا الأبرار... المجد والخلود لجنوبنا الحبيب و لشعبنا الصامد المناضل.. والنصر حليفنا بإذن الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته