اليمن .. ملايين الطلبة وتحديات أمام مسيرة التعليم
جانب من فصل دراسي في إحدى المدارس اليمنية
محيط : فتحت المدارس اليمنية أبوابها لقرابة خمسة ملايين ونصف المليون طالب وطالبة، بعد انتهاء التسجيل للعام الدراسي الجديد 2008/2009، في حين التحق بالصف الأول من مرحلة التعليم الأساسي ما يزيد على 600 ألف طفل وطفلة، وهو الأمر الذي يشكل تحديا اقتصاديا واجتماعيا للبلاد، ويطرح مخاوف من الفشل بالسير قدماً في مسيرة التعليم.
ولايزال معدل الالتحاق بالمدارس فقط في حدود الـ84 في المئة في أوساط البنين، و53 في المئة في أوساط البنات، حسب آخر الإحصائيات الرسمية، التي تشير إلى أن هناك أكثر من مليوني طفل خارج أسوار المدارس بسبب الفاقة الاقتصادية.
فشل متوقع
وذكرت مصادر مطلعة وفقا لما ورد بجريدة "الجريدة" الكويتية أنه رغم الزيادة في معدل الالتحاق بالمدارس خلال السنوات الأخيرة، فإن هناك مخاوف من فشل اليمن في تحقيق واحد من أهم أهداف الألفية (التعليم للجميع)، في عام 2015.
وأكد تلك المخاوف تقرير عام 2007 الصادر عن "مبادرة المسار السريع" الهادفة إلى دعم التعليم الأساسي، والتي يشرف البنك الدولي على تنفيذ برامجها في عدة دول نامية من ضمنها اليمن.
وقد أعلن عبدالسلام الجوفي وزير التربية والتعليم مساء الجمعة الماضية ، نتائج الثانوية العامة للعام الدراسي الماضي، أكد لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أن وزارته استكملت كل الترتيبات للعام الدراسي، سواء من حيث توفير الكتاب المدرسي، أو المعلمين أو المستلزمات المدرسية الأخرى.
وقال الجوفي :" إنه لأول مرة في هذا العام تم اعتماد مليار ريال (5 ملايين دولار) ميزانية تشغيلية للمدارس، فضلا عن اعتماد الحقيبة المدرسية في إطار برنامج التغذية المدرسية الذي يستهدف 150 ألف وطالب وطالبة في المحافظات الريفية والنائية ، ومعظم هذه الاستعدادات مقدمة من المانحين بشكل مشاريع متنوعة تستهدف تطوير التعليم الأساسي.
المعاناة
وتعاني المدارس اليمنية التي يزيد عددها على 12 ألف مدرسة أساسية وثانوية، كثافة طلابية في الفصول الدراسية خصوصاً الحكومية منها، حيث يبلغ متوسط الفصل الدراسي الواحد 50 طالباً أو طالبة.
إلى ذلك، أكد أولياء أمور لـ"الجريدة" أن مدارس في أمانة العاصمة صنعاء فرضت رسوماً متفاوتة على الطالبات في المرحلة الأساسية، رغم إلغاء الوزارة الرسوم الدراسية على الطالبات في تلك المرحلة، كنوع من دعم تعليم الفتاة، وردم الفجوة الكبيرة بين الجنسين في التعليم.
ولأن اليمن ملتزمة بالمعايير الدولية المتبعة في التعليم بحسب الجوفي، فإن بدء العام الدراسي في 6 سبتمبر، الموافق السادس من رمضان، لم يكن اعتباطاً.
تراجع الانضباط
وتجاهلت الوزارة حقيقة أن مستوى الانضباط في شهر رمضان في المؤسسات الحكومية عموماً بما فيها المدارس، يتراجع إلى حد كبير.
وقال أحمد الرباحي نقيب المعلمين اليمنيين :" إن بدء العام الدراسي في رمضان ليس أكثر من مجرد جدول زمني، علماً بأن نسبة الانضباط في الحضور من الطلاب والمعلمين على حد سواء تكون متدنية ".
وكان الوزير الجوفي أعلن أن نسبة النجاح في امتحانات اتمام المرحلة الثانوية بقسميها العلمي والادبي بلغت 75.8 في المئة، مشيراً إلى أن الطالبات استحوذن على قائمة اوائل الجمهورية لهذا العام، حيث بلغ عدد الطالبات الاوليات في القسم العلمي 14 من إجمالي 25، وفي القسم الادبي 13 من اجمالي 17.