(الجُهَال بيلعبوا !)

(الجُهَال بيلعبوا !)
الجمعة , 16 يوليو 2010 م
فگري قاسم
fekry19@hotmail.com

7يوليو يوم سيء في تاريخ اليمن الحديث ، مثله ايضاً 13 يناير الدامي .
لا أحد يبتهج بذكرى الانتصار على أخيه غير بلطجي أو سارق مبهرر..وذاك الذي يوسع جراح الاخرين عمداً أو لإرضاء غروره لايمكن الاعتماد عليه كإنسان سوي .
الانتقال باليمن الى الضفة الاخرى يتطلب بالتأكيد عقولاً وقلوباً كبيرة وقدراً عالياً من الغفران.
بين فرنسا وألمانيا سفكت أثناء الحرب العالمية دماء للركب، وبين البلدين الآن من الشراكة والحب مايكفي لأن نخجل من أنفسنا كأبناء بلد واحد.
نتضارب على أيش؟ اقتصاد البلد تعبان والوضع في صعدة يبشر بجولة حرب سابعة ،وفي محافظات الجنوب الوضع لم يزل "قح بُم" و صراع الطبائن بين احزاب اللقاء المشترك والحزب الحاكم صار مشهداً من مسلسل مكسيكي ممل.
ما الذي يحدث في اليمن ياجماعة الخير؟
ببساطة " الجُهَال بيلعبوا" وحماقة الجُهال أعيت من يداويها.
قبل 40 سنة كان فخامة الرئيس صالح مجرد عسكري يتمنى ألا يتعرض الى غبن من مسئوله الاعلى منه . وكان علي سالم البيض انساناً عادياً ومهارته انه كان يحفظ جيداً عبارة " لاصوت يعلو فوق صوت الحزب".
كان علي محسن الاحمر هو الآخر فقير "ينقع" ولم يزل الى قبل سنوات قليلة يسمي الخارطة " خريطية". وكان علي ناصر محمد بدوياً يبحث عن اقرب ترقية في الحزب ،وكان طارق الفضلي أميراً يعيش بأثر رجعي على الاطلال وعررر يطلع نخس. وكان الحوثي طفلاً "مُمخِط" يأكل جُص الجدران ويعوم كأي مبتدىء في بركة المسجد ويصيح من لسعة الماء " يحييييييه".جهال وبيلعبوا.
كان صادق الاحمر وأخوه حميد لايعرفان الفرق بين الملكية والجمهورية ولابين " الكدمة" والبندقية . وكان الشيخ عبدالمجيد الزنداني في بداية شبابه مجرد هاوٍ للمسرح ، يلبس الشورت الى الركب ويبحث في القاهرة عن فرصة ليصير ممثلاً ولوكومبارس ، وهاهو الآن ممثل كبير، وكلهم ماشاء الله يعرفوا يلعبوا.
جميع هؤلاء الأعفاط كانوا جُهال "ممخطين" وادمنوا اللعب. وقبل 40 سنة لم يكونوا أي شيء. لا فيهم عالم فضاء أو مفكر أو مخترع ولا يوجد بينهم حتى واحد متفوق في دراسته او فيهم رجل اقتصاد واحد يمكن ان نسميه طلعت حرب اليمن .
جني احنا وهذا البخت ،كلهم "حِتَف نِتَف" وحدها اليمن الرؤوم من صنعت منهم رجالاً على سن ورمح ومنحتهم فرصاً وفيرة ليتنظفوا ويتعلموا فوق ظهرها وعلى حسابنا كشعب حتى اصبحوا اشخاصاً لامعين ومؤثرين ،ومع هذا يبدو كما لو انهم مازالوا جهال وبيلعبوا!
اليمن رفعتهم مكاناً عليا وطرحوها ارضاً. اليمن منحتهم القوة فأذاقوا اليمن واليمنيين مرارات خيباتهم وشهواتهم وحماقاتهم المستمرة وجازوا البلد (مثلما جازى الحمار أُمه) عاااادي ،جُهال خليهم يلعبوا.
خيرة أبناء اليمن أكلتهم شوارع الاحباط ، حتى غدت البلد مرتعاً خصباً للقاعدة وللقواعد من الرجال المُصفقين كما لو انهم جمهور فرجة في حصة ألعاب طويلة وينتظرون دورهم عشان يلعبوا.
الامر لم يعد متعلقاً بأن الجهال بيلعبوا، بل حتى جُهال الجُهال "نبعوا" للوسط وقد كلهم بيلعبوا.
وفي حين تعاني البلد الآن من موجة حمقاء تدفع صوب التشطير بيد ان حماقة الآخرين لايحتملها قلب نبي . تخيلوا مثلاً ان رجال اعمال بحجم عبدالله بقشان والعمودي وثلة آخرين من شركائهم السعوديين اشتروا من المواطنين في حضرموت حسب ما قيل في مجلس النواب الاسبوع الفائت مساحة من الارض سيبنون عليها مدينة سكنية، اليمن طبعاً ترحب بكاااااااافة الاستثمارات..الى هنا والأمر يبدو مشجعاً بالتأكيد، لكن حينما يصل اللعب الى لهف تلك الارض على بقشان والعمودي واعطائها لـ"كهلان مجاهد ابو شوارب" كتعويض عن مدري ايش؛يصبح الأمر مخزياً ومعيباً واللهم اجعله رؤيان. وياضاك هم جُهَال خليهم يلعبوا.

ما فات مات يكفي حروب كفايه مهاترات وكايدات اليمن ليست ناقصه مشاكل يجب ان نفهم هذا جيدا

ببساطة " الجُهَال بيلعبوا" وحماقة الجُهال أعيت من يداويها.

فعلا القادم مظلم التوريث قادم وسيكون اللعب اكبر

نتمنى السلامة لفكري قاسم فقد تجاوز الخط الاحمر وله في القرني و المقالح و الرازحي عبرة وعظة