شجرة الغريب حكايات وأساطير وخرافات لا تنتهي
هذه الشجرة المعمرة الشاهقة يقدر عمرها بحوالي 1500 سنة
حسب تقدير علماء الطبيعة وقد جاء ذكر اسمها في كتاب الإكليل
للمؤرخ أبو محمد الحسن الهمداني.
حظها من الأدب
قد تكون هذه الشجرة هي الوحيدة التي وجدت حظها من الإطراء
والمدح في أدبيات الأدباء والشعراء أكثر من غيرها لفرادتها وغرابتها
وجمالها، فقد تغنّى بها أدباء وشعراء أمثال الدكتور عبدالعزيز المقالح
أما الشاعر العربي الكبير سليمان العيسى فقد عبر عن إعجابه بها
بقصيدة رائعة بعنوان (تحت أسوار شجرة الغريب) حيث قال في مذكراته
" كنا انا وزوجتي نجلس تحت شجرة الغريب وهي شجرة تاريخية
عجيبة تقع على طريق تعز- الحجرية وقد سميت القصيدة
« تحت اسوار شجرة الغريب ».. وهي أجمل ماكتبت في تلك الفترة
وتعتبر اجمل قصيدة في ديوان اليمن حتى ان بعض أصدقائي ومنهم
الأخ الدكتور حسام الخطيب وهو من الأدباء المعروفين في النقد
والشعر قال لي: هذه سيمفونية عربية وسأحاول ان أترجمها الى
الانجليزية- وهو يجيدها كما يجيد العربية - لانها جديرة أن تنقل الى
لغة عالمية وقد قلت في تلك القصيدة:
ما أنتِ؟ حارسـة للدهـر أم خبـرُ
يعرى ويورق لا يـدرى لـه عُمُـر
ما أنتِ؟ سرُ من الماضي يطوف على
شـط الزمـان.. بِجلبابيـه يـأتـزر
تغازلين الضحـى والليـل صامتـةً
وحول جذعك يعيـا يسقـط السفـر
مـا أنـتِ؟ ملحمـة غبـراءُ آونـةً
وتـارةً.. يتفـيَّـا ظـلـك القـمـر
بنت الزمان.. سلامـاً إننـي تِعـب
وهـا مرافئـك السمـراء تنتـظـر
آتيك.. يحملني شوقٌ إلـى قصـصٍ
في هذه الأرض يفنى دونها السمـر
يا دوحة الأزل المزروع في بلـدي
شعراً وخمراً و أستسقي واعتصـر
و أرتمـي أبـداً ظمـآن محتـرقـاً
على التخوم.. فـلا كـرم ولا ثمـر
قالوا: " الغريب " ووجَّهنـا ركائبنـا
إليكِ.. كان شعاع الشمـس يُحتضـر
لم تنبسي حين حيَّينـاكِ عـن شفـةٍ
لم الكـلامُ؟ يجيـد الضجـة البشـر
ورحت أقرأ في صمت.. وعاصفـة
من الحنين.. علـى جنبـيَّ تنفجـر
هذي أنا قلـت لـي شمطـاء باقيـةٌ
على العصور وعندي اللون والزهر
عندي الفصول كمـا أختـار عاريـةً
مكسوة عنـدي الأحـلام والصـور
أنـا الحيـاة أنـا الأم التـي ولـدت
تاريخكم يزدهـي حولـي وينكسـر
ألمـه فـوق جذعـي مـرةً ألـقـاً
يسقي الشموس وآناً يخجـل البصـر
ألفـانِ ممـا عددتـم عمـر قافيتـي
لن يتعب العود في كفـي ولا الوتـر
أبـي هـو اليمـن التاريـخ شاهقـة
حولي الذرى وبها أزهـو وانتصـر
أقاتـل العُـدم الطاغـي بأجنحتـي
أُعلِّم النـاس كيـف اليـأس يندحـر
ووحدةٌ أنا كالأرض التـي ضربـت
فيها جذوري فمن حدوا ومن شطروا
خذوا ضفائري الخضراء من عـدنٍ
إلى ذرى نُقُم في الروعة انصهـروا
هذي أنا تحت أغصاني "ابن ذي يزنٍ"
أنـاخ يرتـاح لمـا هـده السـفـر
وعـبّ منّـي "وضـاح " قصائـده
فالبيـد أُنشـودةٌ للحـبِّ والحضـر
الشعر ملء دمـي مازلـت اسفحـه
زهراً وعطراً تساوى الصحو والمطر
توحَّدت فـي ظلالـي كـل عابـرةٍ
من الرياح تآخـى الصفـو والكـدر
يقول عبدالله محمد سعيد احد سكان المنطقة ان شجرة الغريب محطة
دائمة للعديد من السواح الذين يفدون اليها تباعا، ويضيف ان اغلب
من يزور هذه الشجرة لابد ان يعود إليها وهذا ما ألاحظه شخصيا من
خلال متابعتي للزوار حيث يعجبني الاحتكاك بهم بحكم مهنتي في
السياحة " سائق ".
شعوذة
من جهته قال محمد سيف الدبعي ان بعض الناس وخصوصا النساء
من جميع المناطق اليمنية يعتقدون بان هذه الشجرة فيها سحر او
كرامة من الله جل وعلا اذ يأتي العديد من الناس بأمراضهم إليها
ويجرحونها لياخذوا من دمها ويضعونه كمراهم للأمراض، كما تأتي
بعض النساء وتفعل الكثير من الخرافات كرمي شئ على الشجرة
فاذا جاء بوضعية معينه فانها ستتزوج واذا جاء على الجهة الاخرى
فإنها لن تنال مرادها إلى غيرها من الخزعبلات والشعوذات الكثيرة
التي ما انزل الله بها من سلطان.
كما تشير الحجة نور " 85 سنه " أنها تعرف هذه الشجره منذ كانت
صغيرة تلعب تحتها، مشيرة إلى انها لم تتغير أبدا وأنها تورق
" تثمر " كل سنة وتطلّع جعنان " ثمرة مثل البطيخ " وتجلس يوم
واحد بس وبعدين تضيع ولا احد يعلم عنها شئ.
تحكي الحجة نور ان هناك رجل قد توفي قبل خمس سنوات صمم في
شبابه ان يراقب تلك الثمرة ليعرف من الذي ياخذها في تلك الليلة
وفعلا صعد الى الشجرة وجلس فوقها طوال الليل مخزن
" يمضغ القات حتى لاينام " وفجأة جاءه مثل الحمار فوق الشجرة
لونه ابيض " كما قال " ورفسه برجله حتى بانت أرجله في رقبة
الحاج علي إلى ان مات وفلت " سقط " من الشجرة، وبعدها لم
يجرؤ احد على التفكير بمراقبة تلك الثمرة الى اليوم.
منقـــــــــــــــول
تم إضافة الصور بواسطتي
تحياتي،،