عندما تم الهجوم القبلي على صنعاء في عام 48 بغرض النهب واسقاط الملكية الدستورية كان في صنعاء رجل يحب النظام والنظافة والاناقة فعندما دخل بعض القبائل الى بيته اخذوا ينهبون بسرعة وفوضى فما كان منه الا ان صاح فيهم وهو يراهم يأخذون الفراش بتلك الحالة " مش هكذا " ثم اخذ يجمع الفراش " المفارش" بنظام ثم ناولهم قائلا انهبوا ولكن بنظام.
هذا هو حال اليائس من ايقاف عملية النهب ولسان حالنا اليوم كحال ذلك الصنعاني مع ان النهب لا يجوز سواء بنظام أو بدون نظام لانه محرم شرعا ومع ذلك فالبعض يقول فلينهبوا ويخلوا ،فلينهبوا ويعملوا ،فلينهبوا وليرحموا.
نعم انا اليوم بصفتي عضوا في البرلمان لدي من وثائق الفساد ما يندى له الجبين نهب في كل مكان من وزارة النفط الى اصغر مؤسسة ،هل تصدقوا ان في مستشفى الثورة كما يقال بما قيمته 700مليون ريال ادوية تالفة والمواطن بحاجة الى ابرة مجانا لماذا هذه الادوية تالفة لانه تم شراؤها من مصدرها بقيمة رخيصة لانه لم يعد باقي من صلاحيتها الا مدة قليلة "ستوك" فبمجرد ان تصل الى مخازن المستشفى تكون قد انتهت صلاحيتها.
وهل تصدقوا ان الكهرباء التي نعاني منها في اليمن ولم نجد لها علاجا هو بسبب النهب المنظم والعشوائي، محولات تشترى خارج قانون المزايدات والمناقصات على اساس انها جديدة واذا بها قديمة فبمجرد تشغيلها وما هي الا اشهر حتى تتعطل هل يصدق ان في الكهرباء فساد عظيم ونهب بلا حدود خلال عامين فقط يقال ان الفساد وصل الى اكثر من اثنين مليار دولار وهل تصدقوا انه كما يقال تم احالة 14موظفا في الكهرباء الى نيابة الاموال العامة وايقافهم عن عملهم وتوسط لهم الوزير بعدم تنفيذ ذلك التوجيه الصادر من جهة مسؤولة مختصة، هل تصدقوا ان حافلة المازوت تحمل ما يقارب 60000لتر من مأرب ويصل الى محطة حزيز في صنعاء على اساس ان الكمية 70000لتر تخيلوا بدلا من ان يتبخر جزء منه في الطريق صار المازوت في بلادنا يتكاثر في الطريق حتى يتم نهب ما يقارب 10000لتر بكل ناقلة.
فماذا ابقوا للشعب المسكين وهناك ارقام مذهلة سنتناولها في لقاء قادم انها جريمة يجب على الجميع ايقافها لانها ترتكب في كل حق موطن ومواطنة، سقول البعض فما دوركم في البرلمان اقول البرلمان مثله مثل كل مؤسسات الدولة المصابة بالشلل النصفي بحيث تصل الى نصف الطريق ولا يتركوك تكمل المشوار، ولكننا سنظل نحاول ولا نحبط ومع هذا اقول ايها النهابون كم ستعيشون وكم ستأكلون ووالله انكم بين يدي الله موقوفون حين يخاطب الله ملائكته قائلا : " وقفوهم انهم مسؤولون" فما عساكم ان تقولوا فاذا فررتم اليوم من عدالة الارض المفقودة فكيف ستفرون من امام رب العاملين في عرصات القيامة.